عاجل

التربية بين الرحمة والحزم.. حكم ضرب الأبناء في الإسلام وكيفية التعامل معهم

ضرب الاطفال في الاسلام
ضرب الاطفال في الاسلام

تربية الأبناء مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الأهل، وهي تتطلب توازنًا دقيقًا بين الحنان والحزم، بين التوجيه والصبر. وبينما يظن البعض أن الشدة والضرب وسيلة فعالة لضبط سلوك الأطفال، فإن الإسلام يضع ضوابط دقيقة لذلك، مؤكدًا أن الأصل في التربية هو الرحمة، والموعظة الحسنة، والصبر على التغيير

حكم ضرب الأبناء في الإسلام: تأديب لا تعذيب

الإسلام لا يشجع على الضرب كأسلوب رئيسي في التربية، بل يوصي بالرفق، ويضع ضوابط صارمة إذا اضطر المربّي لاستخدام الضرب كوسيلة للتأديب لا للإهانة أو الانتقام. الدليل على ذلك ما ورد في الحديث النبوي:
“مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ، واضرِبُوهم عليها وهم أبناءُ عشرِ سنينَ، وفرِّقُوا بينهم في المضاجع”
(رواه أبو داود).

هذا الحديث لا يُفهم على أنه تحريض على الضرب، بل يوضح أنه آخر وسيلة بعد ثلاث سنوات من التعليم والتوجيه، مما يؤكد على ضرورة الصبر والتدرج في التربية.

الضوابط التي وضعها الفقهاء للضرب التربوي:


1. أن يكون بعد استنفاد كل وسائل التربية الأخرى.
2. ألا يكون مبرحًا أو يترك أثرًا جسديًا أو نفسيًا.
3. ألا يكون على الوجه أو الأماكن الحساسة.
4. ألا يُستخدم أثناء الغضب.
5. أن يكون بهدف الإصلاح لا الإهانة.
6. أن لا يُمارس أمام الآخرين حفاظًا على كرامة الطفل.

آراء المذاهب الأربعة:
• المالكية والشافعية والحنفية أجازوا الضرب الخفيف بشروط صارمة، على أن لا يتجاوز ثلاث ضربات.
• الحنابلة شددوا على أن الضرب لا يُستخدم إلا عند الضرورة، ويكون بقدر محدود لتقويم السلوك.

كيف نعامل الطفل العنيد؟

العناد لا يُواجه بالشدة أو العنف، بل بالفهم والاحتواء. تشير السنة النبوية إلى أهمية الرفق، كما قال رسول الله ﷺ:
“ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه” (رواه مسلم).

وسائل عملية للتعامل مع الطفل العنيد في ضوء الإسلام والتربية الحديثة:
1. الحوار الهادئ بدلاً من الأوامر:
أسلوب النقاش يجعل الطفل يشعر بالاحترام ويقلل مقاومته.
2. تفهم مشاعره:
أظهر لطفلك أنك تفهم مشاعره، وشاركه في التعبير عنها.
3. تقديم خيارات بديلة:
دع الطفل يختار بين أمرين مقبولين بدلًا من فرض أمر واحد.
4. التحفيز والتشجيع بدلًا من العقاب:
الثناء والمكافأة تعززان السلوك الإيجابي بشكل أقوى من العقاب.
5. عدم الانجرار للجدال:
كرّر التعليمات بهدوء دون الدخول في نقاشات مطوّلة.
6. وضع قواعد واضحة:
الطفل بحاجة إلى فهم الحدود والقواعد لتعلم الانضباط.
7. تحميله بعض المسؤولية المناسبة لسنه:
يحب الأطفال الشعور بالثقة، فاجعله يشاركك اتخاذ القرارات الصغيرة.
8. الدعاء والصبر:
الدعاء سلاح المربي، فقد قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ (طه: 132)

تم نسخ الرابط