هل استخدام جوزة الطيب في الطعام حرام ؟”.دار الإفتاء توضح
في ظل حرص المسلمين على تناول الطعام الحلال والابتعاد عن كل ما قد يشوبه من شبهات، يتجدد الجدل حول بعض المكونات الشائعة ، وعلى رأسها “جوزة الطيب”، التي تُستخدم بكثرة لإضافة نكهة مميزة للطعام، ومع تكرار سؤال: “هل استخدام جوزة الطيب في الأكل حرام؟”، أوضحت دار الإفتاء الحكم الشرعي في ضوء ما ورد عن الفقهاء والمذاهب الأربعة.
أولًا: ما هي جوزة الطيب؟
جوزة الطيب هي بذور نبات عطري تُجفف وتُطحن وتُستخدم كتوابل في الطهي، ولها تأثير منشط في الجرعات الصغيرة، ولكن عند تناولها بكميات كبيرة قد تُحدث نوعًا من التخدير أو الهلوسة، ما جعلها محل خلاف بين العلماء من حيث الإباحة والتحريم.
ثانيًا: آراء العلماء في حكم استخدامها
1. التحريم المطلق
ذهب بعض العلماء إلى تحريم جوزة الطيب مطلقًا، باعتبارها من المفترات أو المسكرات عند استخدامها بكمية كبيرة.
• استدلوا بحديث النبي ﷺ: “كل مسكر حرام” (متفق عليه).
• ولقوله ﷺ: “ما أسكر كثيره فقليله حرام” (رواه أبو داود والترمذي).
2. الجواز بشرط الاستخدام القليل
أجاز فريق آخر من العلماء استخدامها بكميات ضئيلة جدًا في الطهي، لا تُحدث أثرًا مخدرًا.
• قال الإمام الرملي الشافعي: “نعم يجوز إن كان قليلًا، ويحرم إن كان كثيرًا.”
• وقال الحطاب المالكي: “أجاز بعض أئمتنا أكل القليل من جوزة الطيب لتسخين الدماغ، بشرط اختلاطها بالأدوية، والصواب العموم.”
ثالثًا: أقوال المذاهب الفقهية
• المالكية والشافعية والحنابلة: يحرمون استخدام جوزة الطيب إذا أُخذت بكمية تؤدي إلى التخدير أو الإسكار.
• الحنفية: أجازوا استخدامها في حدود ضيقة طالما لا تُحدث ضررًا أو تأثيرًا مخدرًا.
رأي دار الإفتاء
أوضحت دار الإفتاء أن استخدام جوزة الطيب بكميات كبيرة تؤدي إلى التخدير أو الإسكار محرَّمٌ شرعًا بالإجماع.
أما استخدامها بكميات قليلة جدًا لا تُسبب أثرًا مخدرًا، فهو محل خلاف فقهي، إلا أن كثيرًا من العلماء يُجيزونه مع الكراهة أو كنوع من الاحتياط، خصوصًا إن لم توجد بدائل أخرى.
القاعدة الفقهية: “ما أسكر كثيره فقليله حرام”
هذه القاعدة تُستخدم في تحديد الحكم الشرعي لأي مادة تؤثر على العقل أو تحدث تخديرًا، حتى وإن كانت بنسبة بسيطة في الطعام أو الشراب.
الطعام الحلال في الإسلام: ضوابط شرعية وأخلاقية
تعريف الطعام الحلال
هو كل طعام أباحه الشرع وخلا من المحرمات كالميتة، الدم، لحم الخنزير، المسكرات، والمخدرات.
أدلة من القرآن والسنة
• قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا﴾ (البقرة: 168)
• وقال النبي ﷺ:
“إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا” (رواه مسلم)
