عاجل

التواصل بين الشاب والفتاة بنية الزواج.. ما المسموح وما المحظور شرعًا؟

التحدث مع فتاة بنية
التحدث مع فتاة بنية الزواج

في عصر كثرت فيه وسائل التواصل وتنوعت سبل التعارف، يتساءل كثير من الشباب والفتيات عن حدود الحديث بين الجنسين بنية الزواج: متى يكون جائزًا؟ ومتى يتحول إلى علاقة محرمة؟ وما حكم لمس المخطوبة أو التوسع في الكلام معها قبل العقد الشرعي؟ في هذا المقال نوضح الرأي الشرعي المفصل مدعومًا بالأدلة من القرآن والسنة، وأقوال الفقهاء، مع بيان الضوابط التي تحفظ العلاقة في إطارها المشروع.


أولًا: حكم الحديث مع فتاة بنية الزواج

الحكم الشرعي

يجوز للرجل التحدث مع المرأة التي يرغب في الزواج منها، بنية التعارف الجاد والمباشر لغرض مشروع، شريطة الالتزام بضوابط الشرع وعدم التوسع فيما لا ضرورة له.
ثانيًا: أدلة الجواز من القرآن والسنة
1. القرآن الكريم
قال الله تعالى:
﴿ فَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ… ﴾ (البقرة: 282)
وتدل الآية على جواز التعامل بين الرجال والنساء في إطار الأمور المشروعة.
2. حديث النبي ﷺ مع جابر بن عبد الله
قال: “إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل” (رواه أبو داود).
ويدل على مشروعية النظر والتواصل قبل الخطبة لتحقيق التعارف الجاد.
3. حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
قال: “خطبتُ امرأةً، فقال لي النبي ﷺ: أنظرتَ إليها؟ قلتُ: لا، قال: فانظرْ إليها، فإنه أحرى أن يُؤدَم بينكما” (رواه الترمذي).
أي أن ذلك أقرب إلى تحقيق الانسجام.


ثالثًا: أقوال المذاهب الفقهية
• الشافعية والحنابلة: يجيزون الحديث بقدر الحاجة، إذا كان في سبيل الزواج مع الالتزام بالأدب والاحترام.
• المالكية والحنفية: لا يرون مانعًا من الحديث ما دام بعيدًا عن الخلوة والفتنة.


رابعًا: الضوابط الشرعية للحديث

لكي يكون التواصل بنية الزواج جائزًا شرعًا، ينبغي الالتزام بالشروط التالية:
1. عدم الخلوة: يجب أن يكون اللقاء أو الحديث في وجود محرم أو في مكان عام.
2. الاقتصار على قدر الحاجة: كالسؤال عن الدين والأخلاق وطبيعة الحياة، دون توسع أو أحاديث جانبية.
3. الاحترام والجدية: الابتعاد عن المزاح، والكلام المثير للمشاعر.
4. عدم التعلق العاطفي: تجنب كلمات الغزل والتودد قبل العقد الشرعي.
5. الحذر من الرسائل والمكالمات الطويلة: حتى لا تتحول العلاقة إلى علاقة عاطفية غير مشروعة.
6. استشارة ولي الفتاة: يُفضل أن يكون التواصل بعلم أهلها، مما يعطي العلاقة الطابع الجاد والرسمي

رأى دار الإفتاء في هذه المسألة:

أوضحت دار الإفتاء  أن التحدث مع فتاة بنية الزواج جائز شرعًا، بشرط الالتزام بضوابط شرعية محددة  .

الضوابط الشرعية للتحدث بنية الزواج
1. نية الزواج الجادة: يجب أن يكون الهدف من التحدث هو التعرف على الفتاة بغرض الزواج، وليس لمجرد التسلية أو إقامة علاقة غير مشروعة.
2. تجنب الخلوة المحرمة: يجب أن يتم التحدث في وجود طرف ثالث أو في أماكن عامة، لتجنب الخلوة التي قد تؤدي إلى الفتنة.
3. الالتزام بالأدب والاحترام: يجب أن يكون الحديث خاليًا من الكلمات العاطفية أو الغزل، وأن يتم بقدر الحاجة فقط.
4. إعلام الأهل: من الأفضل أن يكون التواصل بعلم الأهل، لضمان الجدية والشفافية في العلاقة.
5. تجنب التعلق العاطفي قبل العقد: يُنصح بعدم التوسع في الحديث أو التواصل الذي قد يؤدي إلى التعلق العاطفي قبل إتمام عقد الزواج.

كما أكدت دار الإفتاء أن الخطبة لا تُبيح للخاطب ما لا يُباح للأجنبي، فلا يجوز له لمس يد مخطوبته أو الخلوة بها، لأنها تظل أجنبية عنه حتى يتم عقد الزواج .

تم نسخ الرابط