هل يجوز للحائض دخول المسجد.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

ما زالت مسألة دخول المرأة الحائض إلى المسجد تثير نقاشًا واسعًا بين العامة وطلبة العلم، خاصة في المناسبات الدينية، ودورات تحفيظ القرآن، والأنشطة النسائية التي تُقام في بيوت الله. فهل يُعد دخول الحائض للمسجد مخالفة شرعية؟ أم أن هناك حالات مستثناة تتيح لها ذلك؟.
اختلاف المذاهب الفقهية
اختلفت آراء المذاهب الأربعة حول حكم دخول الحائض إلى المسجد
• الحنفية: أجازوا للحائض المرور من المسجد فقط دون مكث، شريطة أن لا تُحدث نجاسة، واستدلوا بقول الله تعالى: “ولا جنبًا إلا عابري سبيل”، واعتبروا أن القياس على الجنب يُحتّم المنع من المكث.
• المالكية: كانوا أكثر تشددًا، فمنعوا الحائض من دخول المسجد تمامًا، حتى ولو كانت فقط عابرة، وذلك تعظيمًا لحرمة المكان وخشية وقوع النجاسة.
• الشافعية: وافقوا على المرور دون جلوس، بشرط أن لا تخشى تلويث المسجد، لكنهم منعوا المكث أو حضور حلقات العلم داخله.
• الحنابلة: أجازوا الدخول للضرورة فقط، مثل المرور أو أخذ شيء ضروري، مع منع المكث أو الجلوس لأغراض غير ضرورية.
رأي دار الإفتاء في هذه المسالة :
أكدت دار الإفتاء أن الأصل منع الحائض من المكث في المسجد، لكن أجازت دخولها أو مرورها إن دعت الحاجة، بشرط تحقق الضوابط الشرعية، وأهمها عدم التلويث أو الإضرار بحرمة المكان.
كما أشارت إلى أن الفقهاء اختلفوا في المسألة، والراجح منها ما يوازن بين النصوص الشرعية والواقع المعاصر، خاصة في ظل إقامة برامج علمية نسائية ومراكز تحفيظ داخل بعض المساجد
مالا يجوز للحائض فعله :
الصلاة والصيام… توقف مؤقت عن العبادات البدنية
من أبرز الأمور التي لا يجوز للحائض فعلها هي الصلاة والصيام، وذلك بإجماع العلماء.
فلا تُصلي المرأة أثناء الحيض، ولا تقضي الصلوات التي فاتتها خلال هذه الفترة، لأن ذلك يُعد مشقة زائدة لا تُكلّف بها.
أما الصيام، فلا يجوز لها الصوم أثناء الحيض، لكن عليها القضاء لاحقًا بعد الطهر، كما ثبت ذلك عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
الطواف وملامسة المصحف
كما لا يجوز للحائض الطواف حول الكعبة، لأنه يشترط فيه الطهارة الكاملة، بخلاف باقي مناسك الحج والعمرة التي يمكن أداؤها.
وأيضًا، يُمنع على الحائض لمس المصحف مباشرةً، إلا بحائل كالقفاز أو القماش، وذلك تعظيمًا لكلام الله واحترامًا لحال الطهارة عند التلاوة.
المكث في المسجد وقراءة القرآن
لا يجوز للحائض المكث في المسجد، وهو موضع خلاف بين الفقهاء، ولكن جمهور العلماء منعوه إلا لحاجة أو مرور سريع دون مكث.
أما قراءة القرآن، فقد اختلف العلماء فيها، فذهب المالكية والشافعية إلى منعها، بينما أجاز الحنفية وبعض السلف قراءتها من غير مسّ المصحف، خاصة إن كانت المرأة طالبة علم أو تخشى النسيان.
الجماع والاعتكاف
يحرم على الزوجين الجماع أثناء الحيض، بنص القرآن الكريم: “فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن”.
كما لا يجوز للحائض الاعتكاف في المسجد، لأنه يتطلب طهارة كاملة وارتباطًا روحانيًا لا يكتمل إلا بذلك