عاجل

مفتي الجمهورية السابق : بر الوالدين وصية إلهية .. لا تسقط بالموت

مفتي السابق د.شوقي
مفتي السابق د.شوقي علام

أكد الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق، في إحدى الفتاوى الرسمية الصادرة عن دار الإفتاء المصرية، أن بر الوالدين من أعظم القربات التي دعا إليها الإسلام، ولا يتوقف بموت الأبوين، بل يمتد ليشمل الدعاء لهما، والوفاء بعهودهما، وصلة من كان لهما به صلة.
وفي فتوى حملت روح الوفاء والتقدير لفضل الوالدين، كشف الدكتور علام عن مكانة البر في الشريعة الإسلامية، ودور الأبناء تجاه آبائهم في الحياة وبعد الرحيل.

فريضة قرآنية لا تقبل التأجيل

أوضح المفتي السابق، أن الإسلام قد أرسى قيمة بر الوالدين كواحدة من أعظم القيم الإنسانية والدينية، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم قرنها بعبادة الله سبحانه وتعالى، في قوله: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23].
كما أكد أن الإسلام أمر بالإحسان إليهما في كل مراحل العمر، خاصة عند الكِبر، وهو ما يرفع من شأن هذه العبادة ويجعلها من الفرائض التي لا تسقط عن الإنسان.

برّ بعد الرحيل

وفي رد على سؤال حول إمكانية استمرار بر الوالدين بعد موتهما، أجاب الدكتور شوقي علام بأن البر لا ينقطع بموت الوالدين، بل يمتد إلى ما بعد الممات، واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود: «نَعَمْ؛ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا»، وأضاف أن الدعاء، والاستغفار، وتنفيذ وصايا الوالدين، وصلة الأرحام، وإكرام أصدقائهما، كلها أعمال تدخل في باب بر الوالدين بعد وفاتهما، وهي من الأعمال التي تثقل ميزان الإبن وتدخل في دائرة البر المستمر.

البر فرض عين 

شدد علام، على أن بر الوالدين ليس أمرًا تطوعيًّا، بل هو فرض عين على كل مسلم، لا تُقبل فيه النيابة من أحد، وقال: "هو عبادة لا ينوب فيها أحد عن أحد"، مستشهدًا بما ذكره الفقيه الحنفي ابن مازه في كتابه "المحيط البرهاني".

كما أكد أن الإسلام لم يقيد طاعة الوالدين بزمان أو ظرف، ما لم يأمرا بمعصية، لقوله تعالى:
﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي... فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15].

رسالة الإسلام في برّ الوالدين واضحة وشاملة، لا ترتبط فقط بحياتهم، بل تستمر كوصية إلهية بعد رحيلهم، وهي دعوة مفتوحة لكل من قصّر أن يسارع في الوفاء، وأن يلحق ما فاته بالدعاء، والرحمة، والوفاء بالعهد.

تم نسخ الرابط