عاجل

صيام الست من شوال.. هل يفسد صوم من أكل أو شرب ناسيًا؟

من اكل او شرب ناسيا
من اكل او شرب ناسيا في صيام النافيه

مع دخول أيام الست من شوال، يحرص كثير من المسلمين على صيام هذه الأيام طمعًا في الأجر والثواب، لكن قد يتعرض البعض لنسيان فيتناول الطعام أو الشراب أثناء الصيام، خاصة في صيام النفل غير المفروض، ما يثير تساؤلًا شائعًا: هل يُفسد الأكل أو الشرب ناسيًا صيام التطوع؟

الإفتاء تحسم الجدل: لا قضاء ولا كفارة

دار الإفتاء أوضحت في بيان رسمي أن من أكل أو شرب ناسيًا أثناء صيام النفل، فصيامه صحيح ولا يُفطر، ولا يجب عليه قضاء هذا اليوم، ولا يُطالب بكفارة أو إعادة. واستندت في ذلك إلى الحديث الصحيح عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال:“من نسي وهو صائم فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه” (رواه البخاري ومسلم).

الحكم ينطبق على الفريضة والنفل

وأشارت دار الإفتاء إلى أن هذا الحكم لا يقتصر فقط على صيام الفريضة كشهر رمضان، بل يشمل أيضًا صيام التطوع، مثل الست من شوال، وصيام الاثنين والخميس، والأيام البيض، وغيرها من الصيام غير الواجب. فالمعيار في ذلك هو النسيان، والله عز وجل لا يؤاخذ عباده بما نسوا، بل يعفو ويغفر.

شرطان أساسيان لبقاء الصيام صحيحًا

رغم أن الشريعة الإسلامية رحيمة ومتيسرة، إلا أن العلماء أكدوا أن هناك شرطين أساسيين لاستمرار صحة الصيام بعد الأكل أو الشرب ناسيًا:
1. أن يكون الأكل أو الشرب ناتجًا عن نسيان حقيقي، وليس تعمدًا أو تجاهلًا.
2. أن يتوقف الصائم عن الأكل أو الشرب فور تذكّره بأنه صائم، ويكمل صيامه على الفور.

فإذا استمر في الأكل بعد أن تذكّر، بَطَل صومه وأصبح لاغيًا.

رأي الفقهاء في المسألة

اتفق الفقهاء من المذاهب الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنابلة) على أن من أكل أو شرب ناسيًا في صيام النفل لا يُفطر، بل يُكمل صومه، ويُحتسب له الأجر كاملاً. واستدلوا بالحديث النبوي السابق الذي فيه دلالة واضحة على رفع الحرج عن الناسي

وبناءا على ذلك، فإن من أكل أو شرب ناسيًا أثناء صيام الست من شوال أو أي صيام نافلة، فصيامه صحيح بإجماع العلماء، ولا إثم عليه، بل يُعد ذلك من رحمة الله بعباده. ويُستحب أن يستمر المسلم في صيامه ويُتمه، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“فإنما أطعمه الله وسقاه”

تم نسخ الرابط