دار الإفتاء: الأصل في خروج المرأة للعمل مباح ولكن بشروط

يُعد سؤال “هل عمل المرأة حرام؟” من الأسئلة التي تشغل العديد من الأوساط الدينية والاجتماعية في العالم العربي والإسلامي. فبينما يرى البعض أن عمل المرأة يجب أن يقتصر على المنزل فقط، هناك من يرى أن الإسلام لا يحرم عمل المرأة إذا كان يتوافق مع الضوابط الشرعية. قد تثير هذه القضية العديد من التساؤلات حول الموازنة بين دور المرأة في الأسرة وحقها في العمل، وكيفية تحقيق ذلك ضمن القيم الإسلامية
حكم عمل المرأة
وأوضحت دار الإفتاء، أن عمل المرأة لا تمنعه الشريعة الإسلامية، والأصل فيه أنه مباح ما دام موضوعه مباحًا، ومتناسبًا مع طبيعة المرأة، وليس له تأثير سلبي على حياتها العائلية، وذلك مع تحقق التزامها الديني والأخلاقي وأمنها على نفسها وعرضها ودينها حال قيامها به؛ فالعمل حق من حقوق الأفراد، ولكل واحد الحق في ممارسة ما شاء من أنواع الأعمال المشروعة ليُحَصِّل نفقتَه وينفع مجتمعه ويمكنه العيش بكرامة.
وفقًا لدار الإفتاء، هناك عدة شروط يجب أن تلتزم بها المرأة أثناء عملها:
1. التزام بالآداب الشرعية: يجب أن تلتزم المرأة بالحجاب الشرعي وألا تتعرض للفتنة أو أن تندمج في بيئات لا تليق بالقيم الإسلامية.
2. العمل في مجالات مشروعة: يُسمح للمرأة بالعمل في المجالات التي لا تتعارض مع الشريعة مثل التعليم، الطب، الهندسة، وغيرها من المجالات التي تخدم المجتمع.
3. الحفاظ على التوازن: يجب على المرأة أن توازن بين العمل ومسؤولياتها في البيت تجاه زوجها وأطفالها، وألا يؤثر العمل سلبًا على واجباتها الأسرية.
4. النية الصافية: إذا كانت نية المرأة من العمل مساعدة نفسها أو أسرتها في ظل ظروف اقتصادية صعبة، فإن ذلك يُعتبر مشروعًا ويشجع عليه في إطار الحفاظ على
كرامتها
رأي العلماء في خروج المرأة للعمل:
. 1. الشافعية:
• يجيزون عمل المرأة بشرط أن تلتزم بالضوابط الشرعية مثل الحجاب الشرعي، وعدم الاختلاط مع الرجال إلا عند الضرورة. يجب أن يكون العمل في بيئة تحترم الحياء، ويجب على المرأة الحفاظ على توازن بين العمل ومسؤولياتها الأسرية.
2. الحنفية:
• يقرون بجواز عمل المرأة في المجالات المشروعة، بشرط أن لا يؤثر على دورها في الأسرة. يشترطون أن يكون العمل في بيئة محترمة تتجنب الاختلاط المحرم، مع ضرورة التزام المرأة بالحجاب والاحتشام.
3. المالكية:
• يجيزون عمل المرأة، لكن يشترطون أن يتماشى مع الضوابط الشرعية مثل الحجاب، عدم الاختلاط المحرم، والحفاظ على واجباتها الأسرية. يسمحون للمرأة بالعمل في مجالات مشروعة ولا تتعارض مع قيم الإسلام.
4. الحنابلة:
• يشددون على جواز عمل المرأة بشرط أن يتماشى مع الشريعة، ويمنعون الاختلاط بين الرجال والنساء في العمل. كما يشترطون أن يكون العمل في بيئة تحترم كرامة المرأة، مع ضرورة توازنها بين العمل وواجباتها الأسرية