النسخة المحمدية في تصريحات إبراهيم عيسى.. أزهرية تحسم الجدل حول معنى الإسلام
أعاد الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، الجدل حول تفسير آيات سورة آل عمران 19 و85 حول الإسلام وحصره في الدين الخاتم الذي بعث به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، (وهو ما وصفه بالنسخة المحمدية).
الجدل حول تفسير الإسلام في القرآن
حيث قوله تعالى في سورة آل عمران: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (19))، وقوله جل في علاه (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85).
«عيسى» الذي اعتاد أن يثير الجدل والشبهات ذهب إلى أن الإسلام هنا هو كل الأديان، وأن من يقبل هو الله جل في علاه فقط، وقال:«ما تقوليش إن الدين عند الله الإسلام لإنه كما هو واضح في كل آيات القرآن الكريم يعني الأديان كلها».
وتابع:«مين قال لك إن الإسلام ده الإسلام هو الإسلام بنسخته المحمدية بقرآنه الكريم، لا الإسلام الذي هو المفهوم الدين كل الأديان، والأديان يعني هو دين واحد على ألسنة الرسل يعني أن هو ربنا سبحانه وتعالى واحنا بنتكلم على الأديان كلها».
وأكمل: «حتى في مفاهيم الأئمة يعني ذوي المكانة والكفاءة، هتكتشف إنهم بيقولوا حتى في الإطار الديني أن كل من يمارس شعائر دينه وتعاليم ربه في دينه فله الجنة»، مشددا: «شايف إن الإسلام هو الدين الصحيح وراضي بالإسلام خلاص تمام اشتغل بقى على أساس إسلامك هو راضي بالمسيحية والتاني راضي باليهودية».
ما هي حقيقة الإسلام؟
وردًا على إبراهيم عيسى، قالت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن النظر إلى حقيقة الإسلام هذا اللفظ يطلق على معنيين عام وخاص، فالعام هو أن المراد بالإسلام هو الاستسلام والانقياد والخضوع التام لله وحده، وهو مصدر من الفعل أسلم ، وهو دين كل الأنبياء من آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، أما الإسلام بالمعنى الخاص فهو دين محمد صلى الله عليه وسلم، فالأنبياء كلهم مسلمون، لأن الإسلام هو دين الله الواحد الأحد، وهو الاستسلام لله وتوحيده.
وتابعت في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم» قد ورد كثير من الآيات التي تؤكد علي أن الأنبياء مسلمون منها علي سبيل المثال لا الحصر، قال تعالى: "وأمرت أن أكون من المسلمين" و"إن كنتم مسلمين" و"أسلمت لله" و"يحكم بها النبيون الذين أسلموا" و"وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين " و" ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين"، وغير ذلك مما يؤكد أن دين الإسلام هو دين إبراهيم عليه السلام، وأن الله تعالى هو من سمي الأمة الإسلامية بهذا الإسم "مسلمين" في الكتب السابقة ، وفي القرآن الكريم تأكيدا على أن الإسلام هو الملة الحقة الموحدة التي دعا إليها الأنبياء، وأن الله اختار هذه الأمة ويسر عليها دينها، قال صلى الله عليه وسلم " الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد"، وهذا يعني أن الأنبياء جميعا من عند إله واحد (الله) وأصول دينهم واحده (الإسلام، التوحيد)، ولكن شرائعهم فروع دينهم اختلفت حسب الزمان والمكان ، تماما كالأخوة من أب واحد وأمهات متفرقة وهم أخوة فقوله تعالى" إن الدين عند الله الإسلام ..."
قال القرطبي في تفسير ذلك بأن الدين المقبول عند الله هو الإسلام، وهو الانقياد والطاعة لله وحده ، والاستسلام له بالعبودية واتباع رسله، مع التركيز علي أن الإسلام والإيمان متداخلان وقد يطلق على بعضهما البعض
وأن هذا الدين واحد في أصوله عبر الأنبياء ، لكن تفاصيل الشرائع اختلفت حتى جاءت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم لتنسخ ما قبلها، ومن يكفر بالإسلام بعد بعثته فهو كافر .
وشددت على أن الإسلام هو دين الفطرة الذي دعا إليه جميع الأنبياء والرسل من آدم عليه إلي محمد صلي الله عليه وسلم، ويعني الإقرار بوحدانية الله واتباع شرعه، ويدل على أن ما سواه من الأديان والمذاهب غير مقبول عند الله، رغم أن الآية تأتي في سياق إثبات شهادة أهل الكتاب علي ذلك لكنها تؤكد أن الإسلام هو المنهج الإلهي الصحيح، وأن كل الأديان السماوية كانت تدعو لنفس جوهر الإسلام.





