عناية المسلمين بالسنة.. أبرز إصدارات الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 57
يواصل الأزهر الشريف استعداداته لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذي اختير في دورته الـ 57 الأديب العالمي نجيب محفوظ شخصية هذا العام، وينطلق في 21 يناير المقبل.
ويتضمن جناح الأزهر هذا العام مجموعة متميزة من الإصدارات هذا العام نستعرضها في التقرير التالي.
من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة الحديثة
ويبرز ضمن جناح الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب مؤلف: (مِنَ الفلسفة اليونانيَّة إلى الفلسفة الحديثة) للأستاذ الدكتور سليمان سليمان خميس-
بدأ المؤلِّف (ت. 1974م) بمدخلٍ يشتملُ على تعريفِ الفلسفة، وبيان موضوعها وأقسامها، والفرق بين الفلسفة والعِلم، وبين الفلسفة وعِلم الكلام، وبين الفلسفة والأخلاق، وأثر الفلسفة في المجتمع الإنساني، ونظريَّة المعرفة.

ثم تحدَّث عن الفلسفة الشرقيَّة القديمة؛ المتمثِّلة في الفلسفة المصريَّة القديمة، والفلسفة الهنديَّة، والفلسفة الفارسيَّة الممثَّلة في الزرادشتية والمانوية والمزدكية، والفلسفة الصينية بتعدُّدِ مشاربها.
ثم أطال النفَسَ عن الفلسفة اليونانية ومدارسها المتنوِّعة، ثم عرج على الأفلاطونيَّة الحديثة التي اختلف المؤرِّخون في كونها فلسفةً يونانيَّةً أو غير يونانيَّة، ثم ختم بالفلسفة الإسلاميَّة، والفلسفة الحديثة.
وبالجملة؛ فالكتابُ عرضَ لمسيرةِ التفكير الإنساني ونشأته، في أسلوبٍ رشيقٍ، وألفاظٍ جزلةٍ، ومهارةِ باحثٍ مُجِدٍّ مُتقِنٍ.

دليل السَّالك إلى مالك الممالك
وبمعرض القاهرة الدَّولي للكتاب، يعرض كتاب (دليل السَّالك إلى مالك الممالك) للعلَّامة علي بن عبد البر الونائي.
وقسم المؤلِّف (ت.1211هـ) رسالته هذه إلى ثلاثة أقسام:
الأول: في عِلم التوحيد، وما يجب على السالك اعتقاده فيما يتعلَّق بالإلهيَّات والنبوَّات والسمعيَّات.
الثاني: في عِلم الفقه، وما ينبغي معرفته لتصحيح العبادة؛ من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وصيامٍ وحجٍّ، كما تطرَّق لمجملِ أحكام المواريث، وكثيرٍ من مسائل المعاملات التي يجبُ معرفةُ وجوهِ الحِلِّ والحُرمةِ فيها.
الثالث: في التصوُّف، وما يتطلَّع إليه مُرِيدُ النَّجاةِ من أخلاقيَّاتٍ ترتقي به وتسمو بروحه.

عناية المسلمين بالسُّنَّة
وضمن جناح الأزهر يعرض (عناية المسلمين بالسُّنَّة ومدخل لعلوم الحديث) للأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي- وزير الأوقاف الأسبق.
بيَّن المؤلِّف (ت. 1977م) كيف تفرَّد المسلمون بمنهجٍ عِلميٍّ دقيقٍ في نقدِ الرُّواياتِ وتمحيصِها، ثُمَّ فصَّل القولَ في عِلمِ الحديثِ روايةً ودرايةً، وطُـرُقِ تحمُّلِ الحديثِ، وعِلمِ رجالِ الحديثِ، وعِلمِ الجرحِ والتعديلِ، وعِلمِ ناسخِ الحديثِ ومنسوخِه، وعِلمِ غريبِ الحديثِ، مُبـرِزًا فائدتَهُ في فَهْمِ النصوصِ النبويَّةِ الشريفةِ، وختمَ ببيانِ أقسامِ الحديثِ؛ من متواتر وآحاد، وصحيحٍ وحسنٍ وضعيفٍ، ومرفوعٍ وموقوفٍ ومقطوعٍ... إلخ، وبالتعريف بأمهاتِ كُتُبِ الحديثِ الشريف.
والرسالةُ تمثِّـلُ إضافةً نوعيَّةً للمكتبةِ الإسلاميَّةِ، ولجميعِ المسلمين على اختلاف مستوياتِهم العِلميَّة؛ من القارئ المُثقَّفِ إلى طالِبِ العِلمِ المُتخصِّص، فهو يجمعُ بين الرَّصانةِ العِلميَّةِ، والوضوحِ المنهجيِّ، والعَرْضِ المُيسَّر، الذي يُتيِـحُ للجميعِ الإفادةَ من مادَّتِه الثَّرِيَّة.




