في ذكرى ميلاده.. محطات مضيئة في حياة الشيخ كامل البهتيمي الصوت الخاشع

تحل اليوم ذكرى ميلاد القارئ الشيخ كامل يوسف البهتيمي، الذي وُلد في مثل هذا اليوم 6 أبريل عام 1922، في قرية بهتيم التابعة لمركز شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، ليبدأ رحلة استثنائية مع كتاب الله، ويُصبح أحد أعظم قرّاء القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي.

نشأته وبدايته مع القرآن الكريم

نشأ الشيخ البهتيمي في بيئة متدينة وسط أسرة مصرية بسيطة، حيث كان والده حريصًا على تنشئته على تعاليم الإسلم، حيث أتم حفظ القرآن الكريم قبل أن يبلغ العاشرة من عمره، وبدأ دراسته في الكتّاب على يد كبار المشايخ، وكان أبرزهم الشيخ محمد الصيفي، الذي لعب دورًا محوريًا في تعليمه أحكام التلاوة والتجويد، ومهّد له الطريق ليُصبح من عمالقة قراء القرآن.

رحلة الشيخ البهتيمي مع الإذاعة 

التحق الشيخ البهتيمي بالإذاعة المصرية عام 1953، بعد أن ذاع صيته في المناسبات الدينية والسهرات القرآنية، ولفت الأنظار بصوته الخاشع وأدائه المؤثر، ليبدأ فصلًا جديدًا من التألق والانتشار بيم مريديه، ومن خلال أثير الإذاعة، انتشر صوته في أرجاء الوطن العربي، واستُدعي لإحياء الليالي الرمضانية والمناسبات الدينية في العديد من الدول.

القارئ الرسمي لمسجد عمر مكرم

بفضل مكانته وصوته المتميز، تم تعيينه قارئًا رسميًا لمسجد عمر مكرم في قلب القاهرة، حيث التفّ حوله المصلون في صلوات التراويح والمناسبات الكبرى، ليستمعوا إلى تلاوته الخاشعة التي تُلامس القلوب، حيث جمع الشيخ البهتيمي بين قوة الصوت وهدوئه، واتسم أداؤه بتوازن طبقات الصوت ووضوح مخارج الحروف، ما جعل تلاوته مثالًا للخشوع والتدبر، بعيدًا عن التكلف أو الاستعراض.

محطات في حياة الشيخ البهتيمي

لم تقتصر مسيرة الشيخ البهتيمي على مصر فقط، بل امتدت إلى السعودية والعراق وسوريا ودول الخليج وأفريقيا وآسيا، حيث نشر بصوته العذب روح القرآن، وتُوّجت رحلته بتلاوته في الحرمين الشريفين، في لحظات من أعمق ما يكون التأثير.

ورغم شهرته الواسعة، عاش الشيخ البهتيمي حياة متواضعة وزاهدة، أحب أسرته وكرّس حياته لخدمة القرآن الكريم، وكان مثالًا للورع والإخلاص.

كما ترك الشيخ البهتيمي إرثًا عظيمًا من التلاوات الخاشعة، وغيرها من التسجيلات النادرة التي لا تزال تذاع عبر الإذاعة المصرية، ويتعلم منها محبو التلاوة إلى اليوم.

وفاة الشيخ البهتيمي

توفي الشيخ كامل يوسف البهتيمي في 6 فبراير عام 1969 عن عمر ناهز 47 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة، إلا أن ذكراه لا تزال حيّة في قلوب محبيه، وصوته يردد آيات الله في كل بيت.