شلل الاقتصاد وانهيار الداخل .. كيف أثرت حرب غزة على إسرائيل؟

تسببت عملية طوفان الأقصى التي بدأتها فصائل المقاومة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر 2023 وما تبعها من هجوم إسرائيلي وحشي على قطاع غزة في خسائر بشرية وعسكرية ثقيلة لإسرائيل، حيث وصل عدد قتلى جنود الاحتلال إلى 840 جنديًا وأصيب أكثر من 25 ألف شخص بجروح متفاوتة الخطورة، بينما وقع 97 أسيرًا إسرائيليًا في قبضة حركة حماس.
وعلى صعيد الجبهة الداخلية، تم إجلاء حوالي 64 ألف إسرائيلي من منازلهم، واستدعاء ما يزيد عن 300 ألف جندي احتياط لدعم جيش الاحتلال في مواجهة تدفق أكثر من 27 ألف صاروخ على مختلف المدن الإسرائيلية.
تكلفة حرب غزة في إسرائيل
وفقًا لصحيفة كالكليست الإسرائيلية والمتخصصة في الشؤون الاقتصادية، بلغت تكلفة الحرب حتى الآن 200 مليار شيكل، أي ما يعادل 55 مليار دولار أمريكي. يُقارن ذلك بتكلفة جائحة كورونا في إسرائيل، التي وصلت إلى 160 مليار شيكل على مدار عامين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه يوجد حوالي 350 ألف من جنود الاحتياط كان متوقع عودتهم من الحرب ولكن هذا لم يحدث مما كان له تأثير علي الاقتصاد.
واعتمدت التقديرات أيضا على تمركز الحرب في قطاع غزة فقط وليس على جبهات أخري مثل إيران ولبنان واليمن؛ فقد دخلت الحرب عامها الأول في الوقت التي وصلت المعارك ذروتها في الشمال.
شلل الاقتصاد
وتوقعت وزارة المالية الإسرائيلية أن يستغرق تعافي الاقتصاد الإسرائيلي من آثار الحرب في قطاع غزة وقتًا أطول مقارنةً بجائحة كورونا، حيث تسببت الحرب في توقف العمل وشل الاقتصاد الإسرائيلي بشكل أوسع، مما أثر على جميع القطاعات، خاصةً التكنولوجيا المتقدمة.
ورأت الصحيفة أن تقديرات وزارة المالية الإسرائيلية تعني أن التعافي في حالة الحرب سيكون بطيئًا جدًا وأن الاقتصاد لن يعود لما كان عليه قبل الحرب بصورة سريعة.
من جانب آخر، أشار تقرير صادر عن مركز "طاوب" البحثي إلى أن 50 ألف طالب وطالبة اضطروا لمغادرة مدارسهم، مما دفع السلطات إلى توفير حلول بديلة مثل الدعم النفسي وتنظيم زيارات للمرشدين الاجتماعيين، وتقديم امتحانات خاصة لطلبة الثانوية العامة.

النظام الصحي وسوق العمل
أما عن تأثير حرب غزة على النظام الصحي في إسرائيل، فقد لفت التقرير إلى أن الحرب تسببت في إصابة أكثر من 7500 شخص، بينهم 1450 حالة خطيرة تم نقلهم إلى مستشفيات إسرائيلية، وخاصةً مستشفى "سوروكا" في الجنوب، التي استقبلت وحدها 700 مصاب. هذه الأعداد الكبيرة شكلت عبئًا كبيرًا على الموارد الطبية والبنية التحتية الصحية.
وأما علي مستوى سوق العمل، أوضح التقرير أن غياب قوة العمل وصلت إلى حوالي 20% وأكثر من 900 ألف موظف وبخاصة الموظفين الصغار يعمل جلهم في شركات التكنولوجيا المتقدمة غابوا بشكل كبير عن أعمالهم نتيجة تجنيدهم كجنود احتياط في الجيش وأثر ذلك على المنظومة الاقتصادية الإسرائيلية.
وقال التقرير إن حوالي 135 ألف عامل توقفوا عن العمل بسبب أسباب اقتصادية مثل الضرر الذي لحق بأماكن عملهم.
ومع بداية الحرب، تراجعت الأسهم الإسرائيلية بنسبة 5%، مما أدى إلى فجوة بلغت 10% مقارنة بالأسواق العالمية. نتيجة لذلك، قام البنك المركزي الإسرائيلي بخفض توقعاته للنمو الاقتصادي من 3% إلى 2%.
وتؤكد الأرقام أن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة تسببت في خسائر فادحة لإسرائيل، سواء على المستوى البشري، الاقتصادي، أو الاجتماعي، مرجحة أن إعادة البناء والتأهيل واستعادة الاستقرار سيستغرقان وقتًا أطول من المتوقع.