سورة الحجرات.. اكتشف الرسائل الخفية التي تغير طريقة تعاملك مع الآخرين

سورة الحجرات واحدة من السور المدنية التي تحمل في آياتها منهجًا قويمًا في التعامل مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومع الناس.
وبين مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية آداب وأحكام سورة الحجرات، حيث قال إنها جائت بعد سورة المجادلة، وتحتل موقعها في الجزء السادس والعشرين من المصحف الشريف، متضمنة توجيهات إلهية تضبط السلوك وتوجه المسلمين إلى مكارم الأخلاق.
سبب تسميتها بالحجرات
سميت سورة الحجرات بـ "الآداب" لما تحمله من تعاليم سامية تتعلق بحسن التعامل مع الآخرين، واحترام النبي صلى الله عليه وسلم، ونبذ السلوكيات السلبية مثل الغيبة والتنمر وسوء الظن، كما تهدف إلى ترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية في نفوس المؤمنين.
أسباب نزول سورة الحجرات
اشار الى أن أحد أسباب نزول سورة الحجرات ما رواه عبد الله بن أبي مليكة، إذ ذكر أن الصحابيين الجليلين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما كادا أن يختلفا أمام النبي صلى الله عليه وسلم، عند قدوم وفد بني تميم، فارتفعت أصواتهما، فنزلت الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2]، لتؤكد أهمية التوقير للنبي واحترام مقامه.
النداءات الخمسة للمؤمنين في سورة الحجرات
تميّزت سورة الحجرات بتكرار نداء الإيمان خمس مرات، وفي كل مرة كان الخطاب يحمل توجيهًا أخلاقيًا واجتماعيًا يعزز من تماسك المسلمين، وهي
1ـ وجوب التسليم لأمر الله ورسوله، وعدم تقديم الرأي الشخصي على الشرع حيث جاء ذلك في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1].
2ـ أكدت ضرورة عدم رفع الصوت عند مخاطبة النبي، حيث قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2].
3ـ حذرت سورة الحجرات من الانسياق وراء الأخبار دون التأكد من صحتها، كما ورد في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6].
4 ـ شددت على احترام الآخرين، ونبهت إلى خطورة الاستهزاء بالناس، كما جاء في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} [الحجرات: 11].
5 ـ كما دعت إلى تجنب الظنون السيئة والتجسس على الآخرين، حيث قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} [الحجرات: 12].