عاجل

سورة «المطففين».. خالد الجندي يحذر من الكيل بمكيالين في الحياة |فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن سورة "ويل للمطففين" ليست مجرد تحذير من الغش في البيع والشراء، بل تشمل كل صور التعامل غير العادل في الحياة اليومية، مشددًا على أن التطفيف ليس فقط في الميزان التجاري، بل في جميع أنواع التعاملات الإنسانية والاجتماعية.

وخلال حلقة برنامجه "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة DMC، أوضح الجندي أن التطفيف يتمثل في أن يأخذ الإنسان حقوقه كاملة لكنه لا يعطي الآخرين حقوقهم بالقدر نفسه، مؤكدًا أن هذا السلوك يتجسد في كثير من المواقف الحياتية دون أن يدركه البعض.

التطفيف في الحياة اليومية

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن مفهوم التطفيف يتجاوز الأسواق والمعاملات التجارية ليشمل كل من يكيل بمكيالين في تعاملاته اليومية، موضحًا ذلك بعدة أمثلة: "إذا رفض الشخص الغش في الامتحانات لكنه يسمح لابنه بالغش، فهذا تطفيف؛ إذا غضب من إساءة الآخرين له لكنه لا يقبل الاعتذار عندما يخطئ، فهذا تطفيف؛ إذا طالب الموظف بحقوقه كاملة في العمل لكنه لا يؤدي مهامه بإخلاص، فهذا تطفيف أيضًا".

وأوضح أن المطففين هم أولئك الذين يطالبون الناس بالعدل معهم، لكنهم لا يلتزمون بالعدل نفسه مع غيرهم، مما يجعلهم يقعون في مظالم قد تكون سببًا في عذابهم يوم القيامة.

الماضي والحاضر

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن التطفيف كان شائعًا في العصور القديمة، حيث كان بعض البائعين يقللون من وزن ما يعطونه للناس، لكنهم عندما يشترون يطالبون بالوزن الكامل، مشيرًا إلى أن هذه الزيادة الطفيفة قد تكون سببًا في دخول النار، فكيف بمن يسرق أموال الناس بالتحايل والباطل؟.

وأضاف أن هذه السورة ليست فقط درسًا للبائعين والتجار، بل لكل من يتعامل مع الآخرين بغير عدل، مشددًا على أن العدل ميزان الله في الأرض، ومن يخلّ به يعرّض نفسه للعقاب الإلهي.

الحساب العسير للمطففين

واستشهد الشيخ الجندي بقول الله تعالى في سورة المطففين:«أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ۝ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ» (المطففين: 4-6)، مؤكدًا أن هذه الآيات تحذير واضح لكل من يمارس التطفيف، سواء في البيع أو في أي جانب من جوانب الحياة، حيث تدعو إلى العدل في جميع التعاملات والخوف من الحساب يوم القيامة.

وشدد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أن التطفيف من الذنوب التي يستهين بها البعض، لكنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، مشيرًا إلى أن المسلم الحق هو من يلتزم بالعدل في كل شيء، سواء في أقواله أو أفعاله، حتى يكون من الفائزين يوم القيامة.

تم نسخ الرابط