خالد الجندي: سورة الإخلاص من أعظم السور القرآنية ورسالة التوحيد العظمى (فيديو)

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن سورة الإخلاص تعد واحدة من أعظم السور القرآنية، إذ تحمل في كلمات قليلة أعظم معاني التوحيد، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الناس لا يدركون أبعادها العميقة وما تحمله من دلالات عقدية قوية.

وأوضح الجندي، خلال حلقته في برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة DMC، أن هذه السورة تمثل ملخصًا شاملًا للعقيدة الإسلامية، حيث تبرز مفهوم وحدانية الله وصفاته التي لا يشاركه فيها أحد، مما يجعلها محورًا أساسيًا لفهم التوحيد في الإسلام.

إعلان الوحدانية المطلقة

أوضح الشيخ خالد الجندي أن بداية السورة، في قوله تعالى: "قل هو الله أحد"، هي إعلان قاطع لوحدانية الله المطلقة، فلا شريك له، ولا إله غيره، فهو المتفرد بالألوهية، وهو الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا شبيه.

أما قوله تعالى: "الله الصمد"، فيشير إلى أن الله هو الملجأ الذي يلجأ إليه جميع المخلوقات، فهو القوي الغني الذي يحتاجه الجميع، بينما هو ليس بحاجة إلى أحد، إذ يستغني عن كل خلقه في وجوده وقدرته.

إثبات الكمال الإلهي

وأضاف الشيخ الجندي أن قوله تعالى: "لم يلد ولم يولد" يحمل إثباتًا لكمال الله وتنزيهه عن أي نقص أو احتياج، فهو لم يلد لأنه ليس بحاجة إلى ولد يعينه، كما أنه لم يولد لأنه الأول بلا بداية، والآخر بلا نهاية، القائم بذاته الذي لا يحتاج إلى من يوجده.

أما الآية الأخيرة: "ولم يكن له كفوا أحد"، فهي تأكيد على تفرده الكامل، حيث لا يوجد له مثيل أو شبيه أو نظير في أي شيء، سواء في ذاته أو صفاته أو أفعاله، فهو المتفرد بالكمال المطلق الذي لا يمكن مقارنته بأي مخلوق.

ثلث القرآن في الأجر

أكد الشيخ خالد الجندي أن هذه السورة، رغم قصرها، فإنها تحمل معاني العقيدة كاملة، ولذلك ورد في الحديث النبوي أن قراءتها تعادل ثلث القرآن من حيث الأجر والثواب، نظرًا لما تحمله من أصول التوحيد والتأكيد على الوحدانية.

وأشار إلى ضرورة تعليم هذه السورة للأطفال وفهم معانيها العظيمة، لأنها تغرس العقيدة الصحيحة في القلوب، وتجعل المسلم مرتبطًا بأعظم أركان الإيمان، وهو الإيمان بالله وحده بلا شريك.

وأضاف أن تدبر معاني سورة الإخلاص يعزز اليقين في قلوب المؤمنين، ويجعلهم أكثر ارتباطًا بالخالق، وثقةً في قدرته وتدبيره، مما يعكس أثرها العميق في حياة المسلم اليومية.