عاجل

جائز أم مكروه.. ما حكم الدفن في التابوت؟| أمور شرعية تجيزه في حق الميت

الميت
الميت

ما حكم الدفن في التابوت؟، سؤال أجابه الدكتور محمد الرملاوي أستاذ الفقه العام بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، حيث أشار إلى أن  التابوت: هو صندوق من خشب أو غيره، يُوضع فيه الميت قبل دفنه.

حكم الدفن في التابوت

وتابع: الأصل في الشريعة أن يُدفن الميت مباشرة في الأرض دون تابوت، اتباعًا لهدي النبي ﷺ، واصحابه رضوان الله عليهم.

وأكمل: قد اتفق العلماء على كراهة الدفن في التابوت، لأنه من البدع المحدثة، ومخالف طريقة دفن النبي ﷺ وأصحابه، فلا يُنفذ إذا أوصى به الميت، لأن الوصية بما يخالف السنة لا يعتد بها.

وشدد: غير أن هذه الكراهة تزول إذا وجدت مصلحة راجحة تدعو إلى استعمال التابوت، كأن يكون الميت قد احترق جسده أو تهشم، أو كانت الأرض رخوة لا تثبت عليه، أو خيف أن تنبشه السباع ونحو ذلك، ففي هذه الحالات يُجوز دفنه في التابوت للحاجة، دون كراهة.          

حكم الوقوف على القبر بعد الدفن

كما أكدت دار الإفتاء أن الوقوف على القبر بعد دفن الميت يُعد من السنن المستحبة شرعًا، وقد نصّ الفقهاء على ذلك لما فيه من الدعاء للميت، والتضرع إلى الله بتثبيته، ومواساة أهله في مصابهم، إلى جانب ما فيه من جبر لخواطرهم وتخفيف لأحزانهم.

وأوضحت الدار، أن الصلاة على الجنازة يترتب عليها قيراط من الأجر، وأن من يحضر الدفن ويبقى حتى الانتهاء منه يُحصّل قيراطًا ثانيًا من الثواب، وهو ما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"من صلى على جنازة فله قيراط، ومن شهد دفنها فله قيراطان" – رواه البخاري ومسلم.

واستشهدت الفتوى بأقوال كبار العلماء من مختلف المذاهب، حيث جاء في المذهب الحنفي قول الإمام الحدادي في "الجوهرة النيرة":"يستحب إذا دُفن الميت أن يجلسوا ساعة عند القبر بعد الفراغ بقدر ما يُنحر جزور ويُقسم لحمها، يتلون القرآن ويدعون للميت".

كما نقلت عن المالكية قول الإمام أبو بكر الصقلي في "الجامع لمسائل المدونة":"من تمام الصلاة على الجنازة الوقوف عليها حتى تُدفن؛ لما جاء أن في الصلاة عليها قيراطًا من الأجر، وفي الصلاة والدفن قيراطان".

وفي السياق ذاته، قال الإمام النووي الشافعي في كتابه "الأذكار":"يُستحب أن يقعد عند القبر بعد الفراغ ساعة يتلون فيها القرآن، ويدعون للميت، ويذكرون أحوال الصالحين.. فإن ختموا القرآن كله كان حسنًا".

ومن المذهب الحنبلي، ذكرت الفتوى قول الإمام أحمد بن حنبل – كما نقله عنه حنبل – أنه "لا بأس بالقيام على القبر حتى يُدفن؛ جبرًا وإكرامًا"، وأنه كان لا يجلس حتى يُفرغ من دفن الميت إذا حضر جنازة هو وليّها.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن البقاء للدعاء وسؤال الله التثبيت للميت هو الأكمل والأفضل، إلا أن من أراد الانصراف بعد مواراة الميت التراب فقد أدّى الواجب، ولا إثم عليه، كما ورد عن الإمام الشافعي رحمه الله:"فإذا فرغ من القبر فقد أكمل، وينصرف من شاء، ومن أراد أن ينصرف إذا ووري: فذلك له واسع".

واختتمت الدار فتواها بالتأكيد على أن الوقوف على القبر بعد الدفن سُنةٌ مشروعة وثوابها عظيم، ومن الأعمال التي تُعين الميت في لحظاته الأولى في القبر، وتُظهر التكافل والتراحم في المجتمع المسلم.

تم نسخ الرابط