فى بني سويف.. ثلاثية "الاختيار والحوار والمسؤولية" تتصدر محطة جديدة من مبادرة

في إطار مواصلة الجهود التوعوية لبناء وعي أسري مستنير، نظم مجمع إعلام بني سويف ومديرية الأوقاف المحطة الثانية من مبادرة "صحح مفاهيمك" تحت عنوان "العبور الثاني.. عبور الأسرة إلى بر الأمان"، والتي استهدفت ترسيخ المفاهيم الصحيحة حول بناء الأسرة واستقرارها في المجتمع المصري، وذلك من خلال ثلاثية محورية: الاختيار الصحيح للزوج، الحوار الهادئ، وتحمل المسؤولية.

حيث شهدت الفاعلية حضور واسعً ضم أكثر من 200 مشاركة من خريجات الجامعات والمتزوجات حديثًا والفتيات من قرى تزمنت الشرقية ، الزرابي، باروط، وأهُوَة وبليفيا بمركز بنى سويف ، في تفاعل مميز يعكس عطش المجتمع الريفي للمضامين التوعوية الهادفة.

وذلك بحضور الدكتور عاصم قبيصي، وكيل وزارة الأوقاف، الذي تحدث عن أسس الاختيار السليم للزوج والزوجة في ضوء تعاليم الإسلام، مؤكدًا أن غياب المعايير الدينية والعقلانية في الزواج هو أحد أسباب تفكك الأسر.

وخلال اللقاء، أكد الدكتور عاصم قبيصي على أهمية تصحيح المفاهيم المغلوطة التي يتم تداولها بين فئات المجتمع، وخاصة بين الشباب، مشددًا على أن بناء الوعي الديني السليم يمثل حجر الزاوية في مواجهة الفكر المتطرف وخطاب الكراهية.

كما أكد وكيل وزارة الأوقاف ببني سويف أن مبادرة "صحِّح مفاهيمك" تمثل امتدادًا لدور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، الذي يحمي العقول من الانحراف ويصون القيم من التزييف، مشيرًا إلى أن أخطر ما يواجه المجتمعات اليوم هو إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها بما يضر بالإنسان والأسرة والمجتمع.

وأوضح وكيل أوقاف بنى سويف أن وسائل التواصل الاجتماعي – رغم كونها وسيلةً مهمةً للتواصل ونشر المعرفة – أصبحت في كثيرٍ من الأحيان سلاحًا ذا حدين، إذ قد تُستخدم في بثِّ الشائعات وتشويه الرموز الدينية والوطنية، ونشر ثقافة العنف والتفاهة على حساب القيم والمبادئ.
وأضاف أن واجبنا جميعًا أن نُحسن استخدام هذه الوسائل في الخير والبناء ونشر الوعي، لا في الهدم والفتنة والضياع، مؤكدًا أن الدين يدعونا دومًا إلى ضبط النفس، وتحري الصدق، والتثبت من الأخبار، وحفظ الأوقات من العبث واللهو.

وفي ختام كلمته، وجَّه الدكتور عاصم قبيصي الشكر لجميع الشركاء في المبادرة، وعلى رأسهم مجمع إعلام بني سويف، مؤكدًا أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من التعاون بين المديرية والمؤسسات المجتمعية لنشر الفكر الوسطي، وحماية الشباب من كل فكرٍ دخيلٍ أو منحرف.

فيما تناول الدكتور محمد سعد، مدير عام إعلام شمال الصعيد، خلال حديثه أهمية الإعلام في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الحياة الزوجية ودوره في دعم بناء مجتمع صحي متماسك ، بجانب الدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام التوعوي في هذه المرحلة، مؤكدًا أن الشراكة بين المؤسسات الدينية والإعلامية تمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز خطاب الاعتدال والتسامح، ونشر ثقافة الحوار وقبول الآخر والحفاظ على الاسرة.

وثمن الدكتور محمد سعد، على التعاون المثمر بين مديرية أوقاف بني سويف ومجمع الإعلام، ومؤكدًا أن هذه المبادرة تأتي في توقيتٍ بالغ الأهمية لمواجهة الشائعات وحروب العقول التي تستهدف وعي الشباب.

حيث أشار إلى أن الإعلام شريكٌ أساسي في نشر المفاهيم الصحيحة وبناء وعيٍ مجتمعيٍّ راقٍ، موضحًا أن مجمع الإعلام يضع يده في يد وزارة الأوقاف وجميع المؤسسات الوطنية لترسيخ القيم الأخلاقية والدينية، ومواجهة الفكر المتطرف والمفاهيم المغلوطة التي تهدد استقرار المجتمع.

فيما أكد الدكتور أحمد مشرف، أحد علماء وزارة الأوقاف، على أن الحوار الهادئ بين الزوجين هو حجر الزاوية في تجاوز الخلافات وبناء أسرة متوازنة.

وأكد المتحدثون خلال اللقاء أن "العبور الثاني" الذي نحتاجه لا يقل أهمية عن "عبور أكتوبر"، فاستقرار الأسرة هو جبهة داخلية لا بد من تحصينها لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. وأجمعوا على أن الإصلاح يبدأ من الوعي الفردي والاختيار الناضج، ويمر بالحوار، ويستقر بتحمل كل طرف لمسؤولياته دون تنصل أو إسقاط للواجبات ، وتضمنت الفعالية جلسة نقاشية موسعة شارك فيها عدد من الشباب من مختلف الفئات ، حيث تم طرح عدد من التساؤلات والقضايا المتعلقة بالمفاهيم الدينية  والاجتماعية والقضايا العصرية ، وتمت الإجابة عليها من قبل المتخصصين بأسلوب علمي وهادئ يراعي مقتضيات العصر.

وشدد المنظمون على أهمية استمرار هذه المبادرات لتصل إلى أوسع شريحة ممكنة من الشباب، خاصة في القرى والمناطق الريفية، ضمن خطة توعية متكاملة تدعمها الدولة ومؤسساتها.

يُذكر أن هذه المبادرة تأتي في إطار برنامج متكامل تنفذه وزارة الأوقاف بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، تحت شعار "الفكر المستنير.. أساس بناء الإنسان".