عاجل

هاني أبو الفتوح: تصعيد ترامب مع الصين خطوة انتخابية تحمل مخاطر حرب اقتصادية

 الخبير الاقتصادي
الخبير الاقتصادي الدكتور هاني أبو الفتوح


قال الخبير الاقتصادي الدكتور هاني أبو الفتوح، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء لقائه المرتقب مع نظيره الصيني، وبدء تنفيذ الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات الصينية، يمثل تصعيدًا جديدًا في مسار المواجهة الاقتصادية بين واشنطن وبكين.

وأوضح "أبو الفتوح" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم "، أن هذا القرار لا يمكن فصله عن السياق السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، حيث يسعى ترامب إلى إظهار قدر من الحزم والصرامة قبيل الانتخابات الأمريكية، في ظل تصاعد القلق من تراجع النفوذ الأمريكي أمام الصعود الصيني المتسارع.

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الولايات المتحدة قد تحقق مكاسب تكتيكية مؤقتة على المدى القصير، من خلال رفع كلفة السلع الصينية ومنح الصناعات المحلية بعض الدعم النسبي، فضلًا عن استخدام القرار كورقة ضغط على الصين في الملفات الحساسة، خصوصًا التكنولوجيا والمعادن النادرة.

وشدد أبو الفتوح على أن هذه المكاسب محدودة زمنياً، لأن السوق الأمريكية تعتمد بشكل كبير على المكونات والمنتجات الصينية منخفضة التكلفة، ما يعني أن الرسوم الجديدة ستنعكس في النهاية على المستهلك الأمريكي بارتفاع الأسعار، وقد تضعف ثقة المستثمرين إذا تصاعدت الأزمة إلى حرب اقتصادية شاملة.

وأشار إلى أن الاقتصاد الصيني سيتأثر بتراجع الصادرات وتباطؤ الاستثمارات الأجنبية، لكنه يمتلك أدوات قوية للتعامل مع الأزمة، مثل تحفيز السوق الداخلية، وتوسيع التعاون مع الاقتصادات الآسيوية والأوروبية، مستفيدًا من سيطرته على سوق المعادن النادرة التي تمنحه نفوذاً استراتيجياً يصعب تجاوزه في المدى القريب.

وتابع: "إن الولايات المتحدة قد تكسب جولة سياسية وإعلامية، لكنها في المقابل تغامر بإشعال موجة جديدة من الحمائية المتبادلة التي قد تضر بالاقتصادين الأمريكي والصيني معًا"، مؤكدًا أن الصراع بات اختبارًا طويل الأمد لتوازن القوى الاقتصادية والتكنولوجية بين القوتين العظميين.

تم نسخ الرابط