أمراض القلب المهلكة.. الإفتاء توضح: كيف تحمي نفسك من الحسد؟

حذّرت دار الإفتاء من خطورة الحسد، واصفةً إياه بأنه من الأخلاق المذمومة والأمراض القلبية المهلكة التي تُفسد علاقة الإنسان بربه وبالناس، مؤكدةً أن الحاسد يتمنى زوال النعمة عن غيره، وهو بذلك يعترض على قضاء الله وقدره، ويقع في معصية عظيمة.
ما هو الحسد؟
وأوضحت الدار، أن الحسد لغةً هو "تمني الحاسد زوال النعمة من المحسود"، كما جاء في "القاموس المحيط" للفيروزآبادي، مشيرةً إلى أن القرآن الكريم أمر بالاستعاذة من شر الحاسد في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، لما في الحسد من شرور وآثار سلبية على الفرد والمجتمع.
وأضافت دار الإفتاء أن الإسلام نهى صراحةً عن الحسد والبغضاء والعداوة بين الناس، مستشهدةً بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي رواه الإمام أحمد: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا...»، مؤكدةً أن المؤمن الحق هو من يرضى بما قسمه الله له، ويتمنى الخير للآخرين.
وبيّنت الدار أن العين حق، ولها أثر واقعي بنصوص السنة الصحيحة، مستدلةً بما رواه الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العَيْنُ حَقٌّ، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين»، مشيرةً إلى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بالرقية والاستعاذة منها، كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها.
ونقلت دار الإفتاء عن الإمام النووي قوله إن العين لا تصيب إلا بإذن الله تعالى، وإن كل ما يقع من خير أو شر هو بقدر الله، كما أكّد الإمام ابن حجر العسقلاني أن الله يخلق الأثر عند نظر العائن، وقد يصرفه قبل وقوعه بالاستعاذة أو بعده بالرقية الشرعية.
وأكدت الدار أن الحسد يضر الحاسد أكثر من المحسود؛ إذ يُفسد عليه دينه لأنه يعترض على مشيئة الله، ويضر دنياه لأنه يعيش في غمٍ دائمٍ وسخطٍ مستمرٍ على أقدار الله، بينما لا يضر الحسد المحسودَ شيئًا إلا بما كتبه الله عليه.
واختتمت دار الإفتاء بالدعوة إلى التحصن بالأذكار الشرعية، والرضا بقضاء الله، والدعاء بالبركة للآخرين عند الإعجاب بنعمهم، مشددةً على أن المؤمن القوي هو من يطهر قلبه من الحسد والبغضاء، ويسعى لنشر المحبة والرضا في مجتمعه.