عاجل

الغنى أفضل أم الفقر عند الله.. دار الإفتاء توضح حكم المفاضلة بينهما

المال
المال

أكدت دار الإفتاء أن الإسلام لا يفضل الغِنى على الفقر ولا العكس، موضحةً أن معيار التفاضل الحقيقي بين الناس هو التقوى والعمل الصالح، وليس مقدار ما يملكه الإنسان من المال.

وأوضحت دار الإفتاء أن المسلم مأمورٌ بالسعي في طلب الرزق والأخذ بالأسباب، فإن أصابه الغِنى شكر الله على نعمته، وإن ابتُلي بالفقر صبر ورضي بقضاء الله، فبذلك يتحقق كمال الإيمان.

الغنى أفضل أم الفقر عند الله

وقالت ردًّا على سؤال حول الأفضل عند الله: الغنى أم الفقر؟، إن استدلال البعض بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام» على أن الفقر أفضل من الغنى، استدلال غير صحيح، لأن الحديث لا يدل على تفضيل الفقر لذاته، بل يبيّن أن الأغنياء يُحاسبون أولًا عن أموالهم: من أين اكتسبوها وفيما أنفقوها، ولذلك يتأخر دخولهم الجنة عن الفقراء الذين لم يُسألوا عن مالٍ لم يملِكوه.

الإسلام يدعو إلى العمل

وأضافت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية دعت إلى العمل والإنتاج، وحرّمت التكاسل والاتكال، مستشهدةً بقول الله تعالى: ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾، وبحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده»، مشددةً على أن السعي والكسب فريضةٌ على كل مسلم، لأن به تقوم مصالح الدين والدنيا.

وبيّنت الدار أن الفقر والغنى ابتلاءان من الله تعالى، يُختبر بهما العبد، فالغني يُبتلى بالشكر على النعمة وأداء حق الله فيها، والفقير يُبتلى بالصبر والرضا، مستدلةً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير...»، مبينةً أن كليهما على خيرٍ إن أدّى ما عليه من واجب الشرع.

وشددت دار الإفتاء على أن الإسلام لا يحثّ على الفقر ولا يمدحه لذاته، كما لا يذم الغِنى إذا كان صاحبه شاكرًا ومنفقًا في سبيل الخير، مؤكدةً أن ميزان التفاضل يوم القيامة إنما يكون بالتقوى، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.

واختتمت بأن الغنى والفقر كلاهما من تقدير الله، وأن المؤمن مأمور بالسعي والاجتهاد مع الرضا بما قسمه الله له، مشيرةً إلى أن الفضل كل الفضل في العمل الصالح وشكر النعمة والصبر على البلاء، فـ«فضل الله واسع، يؤتيه من يشاء».

تم نسخ الرابط