عاجل

كيف تتخلص من داء الحسد وتحصن نفسك؟.. واعظة بالأوقاف توضح (خاص)

فاطمة عنتر
فاطمة عنتر

قالت الدكتورة فاطمة عنتر، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن الحسد من أخطر الآفات القلبية التي تُهلك صاحبها وتحرمه من بركة النعم، مؤكدة أن التوبة منه واجبة وسبيلها يبدأ بإصلاح القلب واللجوء إلى الله.

كيف تتخلص من داء الحسد وتحصن نفسك؟

وأوضحت عنتر في تصريحات خاصة لـ" نيوز رووم "أن أول التخلص من الحسد  أن يُعلِّق الإنسان قلبه بالله وحده، ويتيقن أن كل ما في الدنيا من مال أو جاه أو منصب زائل، وأن العطاء والمنع بيد الله وحده.

وأضافت: “من علامات صدق التوبة أن يحرص الحاسد على الدعاء بالبركة عند رؤية أي نعمة، فيقول: ألف مبروك، ربنا يبارك، ما شاء الله تبارك الله، فقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن البركة تحفظ النعمة وتقي من العين”.

كيف يحصن الشخص نفسه من الحسد؟

أن الوقاية من الحسد تقوم على عدة أمور مجتمعة، أهمها التوكل على الله عز وجل بصدق، والحرص على التحصن بالأذكار الشرعية المأثورة.

هل تمني نعمة الغير يُعتبر حسدًا؟

قال  الشيخ محمد كساب، من علماء الأزهر الشريف، إن الأصل في النعم أن يُخفيها المسلم حتى تكتمل، حفاظًا عليها من الحسد والعين، مشيرًا إلى أن الإنسان مأمور بالحذر، لكنه في الوقت نفسه مأمور بشكر الله على عطاياه. وأوضح أن الإعلان عن النعمة بعد تمامها جائز، بل يدخل في باب شكر الله تعالى، مستدلًا بقول المولى عز وجل: “وأما بنعمة ربك فحدث”.

وأضاف كساب في تصريحات خاصة لـ" نيوز رووم " أن من يرى نعمة عند أخيه المسلم، لا ينبغي أن يحسده أو يتمنى زوالها عنه، بل له أن يدعو الله أن يرزقه مثلها. واستشهد بقصة سيدنا زكريا عليه السلام، حين رأى ما أنعم الله به على السيدة مريم من بركات وكرامات ، فرفع يديه إلى السماء وقال: “رب هب لي من لدنك ذرية طيبة”.

التمني المشروع

وأكد أن هذا النموذج القرآني يرسخ مفهوم “التمني المشروع” الذي يجمع بين حب الخير للآخرين، والطموح لنيل الخير نفسه من الله عز وجل.

وأشار كساب إلى أن الإسلام وضع ضابطًا واضحًا في مسألة تمني النعم، وذلك في الحديث الشريف: “لا حسد إلا في اثنتين: 
لا حسدَ إلا على اثنتينِ رجلٌ آتاه اللهُ مالًا فهو ينفقُ منه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ ورجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ فهو يقومُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ

وأشار كساب إلى أن المسلم إذا تمنى المال مثلًا، فعليه أن يُعدد النوايا الصالحة فيه، كالتوسعة على نفسه وأهل بيته، وإعانة الفقراء، وصلة الأرحام، والمساهمة في نصرة الدين والوطن، مشددًا على أن النية هي التي تحوّل النعمة من مجرد رزق دنيوي إلى بركة تمتد آثارها إلى الدنيا والآخرة.

واختتم كساب حديثه بالتأكيد على أن النعمة إذا أُخفيت أولًا صيانةً لها، وشُكر الله عليها ثانيًا، فإنها تدوم وتزيد، مستشهدًا بقوله تعالى: “لئن شكرتم لأزيدنكم”، داعيًا المسلمين إلى الجمع بين الكتمان قبل التمام، والشكر بعد الظهور، والدعاء للغير بالبركة، ليكونوا قدوة في الإيمان والرضا بقضاء الله

تم نسخ الرابط