عاجل

ازاي أحمي نفسي من الحسد والسحر؟.. أزهري يوضح | خاص

مصطفى الهلباوي
مصطفى الهلباوي

قال الشيخ مصطفى الهلباوي، من علماء الأزهر الشريف، إن أول ما يجب أن يوقن به المسلم أن الله وحده هو الضار النافع، فلا يصيب العبد خير ولا شر إلا بمشيئته سبحانه، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَآدَّ لِفَضْلِهِۦ﴾ [يونس: 107].

وقول النبي وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ.

وأوضح الهلباوي في تصريحات خاصة لـ " نيوز رووم " أن المؤمن إذا ابتُلي بسوءٍ أو أصابه أذى، فعليه أن يلجأ إلى الله تعالى وحده، فهو القادر على تفريج الكرب ودفع البلاء.

كيف يحمي الشخص نفسه من الحسد والسحر؟

وأضاف الهلباوي أن الشرع الشريف أرشد الإنسان إلى التحصن بذكر الله، وهو ما يحفظه من السحر والحسد والشرور، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ أوصى بقراءة: 
• المعوذات: سورة الإخلاص، الفلق، الناس.
• آيات من سورة البقرة، في أولها وخواتيمها، حيث قال ﷺ: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» (متفق عليه).
• آيات السحر التي وردت في سورة الأعراف ويونس وطه.

وبيَّن أن من الأذكار الواردة للتحصين قول النبي ﷺ: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» (رواه مسلم).

كما أشار إلى أن المسلم مأمور أيضًا بالحفاظ على الطاعات والالتزام بالصلاة، والإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، لقول الحديث الشريف: «قلتُ يا رسولَ اللهِ ! إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي ؟ فقال : ما شئتَ، قلت : الربعَ ؟ قال : ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ : النصفَ ؟ ! قال : ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلت : فالثُّلُثَيْنِ ؟ قال : ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ : أجعلُ لك صلاتي كلَّها ؟ ! قال : إذًا تُكْفَى همَّك، ويُكَفَّرُ لك ذنبَك"" والحسد والعين والسحر يعدوا من أكبر الهموم

وأكد الهلباوي أن النبي ﷺ نبه إلى أن العين حق، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَـٰرِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا ٱلذِّكْرَ﴾ [القلم: 51]. ومن هنا، أوصى بعدم إظهار النعم بشكل مبالغ فيه، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لأن “ليس كل من يرى يتمنى الخير”.

هل يجوز أن يستعين الشخص بمن يرقيه

وأضاف أن أفضل رقية هي أن يرقي الإنسان نفسه وأهله وولده، فهذا أدعى للإخلاص وفتح أبواب السماء بالدعاء، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ﴾ [النمل: 62]، وقوله أيضًا: ﴿قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَـٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ تَدْعُونَهُۥ تَضَرُّعًۭا وَخُفْيَةًۭ﴾ [الأنعام: 63].

وفي حال عجز المسلم عن الرقية لنفسه، أو لم يكن لديه القدرة، أوصى الهلباوي باللجوء إلى أهل الصلاح والورع، لا إلى من يتخذون الرقية تجارة، موضحًا أن النبي ﷺ نفسه طلب من سيدنا عمر رضي الله عنه أن يدعو له عند سفره للعمرة، وفي ذلك إشارة إلى جواز الاستعانة بدعاء الصالحين.

وختم الشيخ الهلباوي بالتأكيد على أن سورة الفاتحة هي الكافية الشافية، فقد وصفها النبي ﷺ بأنها “أعظم سورة في القرآن”، وأن من أكثر من قراءتها مع الأذكار المأثورة والصلاة على النبي ﷺ، فإن الله يكفيه همه ويحصنه من كل شر

تم نسخ الرابط