مخاوف انهيار الهدنة.. هل تنجح «تيتيه» بتثبيت وقف النار في ليبيا؟

تسعى المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه، لتثبيت وقف إطلاق النار بعد اشتباكات متقطعة غرب البلاد، ما يثير تساؤلات جدية حول فرص نجاحها في ظل المشاورات الجارية.
وقد شهدت مدينة الزاوية قبل أيام اشتباكات مسلحة قرب المصفاة، مما زاد المخاوف من انهيار الهدنة المستمرة منذ سنوات، خاصة مع اقتراب العاصمة طرابلس من مواجهة جديدة بين قوات حكومة الوحدة الوطنية وجهاز الردع.
فرص قائمة بفضل الدعم الدولي
أكد المحلل السياسي حسام الفنيش أن جهود تيتيه تأتي في لحظة حرجة مع تزايد التصعيد غرب ليبيا، لكنه أشار إلى أن الاهتمام الأمريكي بالملف الليبي والتدخل التركي السابق الذي ساهم في إيقاف الحرب داخل طرابلس، قد يعزز فرص تثبيت وقف إطلاق النار.
وأضاف أن التلاقي بين الدورين الأمريكي والتركي يشكل رافعة قوية لجهود البعثة الأممية، خصوصا مع التوجه لتوحيد القوى العسكرية والأمنية بين الشرق والغرب وتقديم الدعم الفني والتدريب.
عقبات الثقة والتشابك الإقليمي
وشدد الفنيش على أن التحدي الأكبر يتمثل في غياب الثقة بين الأطراف الليبية وتشابك المصالح الإقليمية والدولية مع الصراع الداخلي، فضلا عن هشاشة الترتيبات الأمنية وغياب آليات مراقبة فعالة، ومع ذلك، اعتبر أن النجاح قد يفتح الباب أمام مسار سياسي أكثر استقرارا إذا ما توفرت ضمانات دولية وإرادة وطنية جادة.
نجاح غير مضمون
من جهته، رأى المحلل السياسي خالد الحجازي أن نجاح تيتيه ممكن لكنه غير مضمون، فالمشهد الليبي معقد ويتداخل فيه التنافس العسكري والسياسي مع التدخلات الخارجية، موضحًا أن فرص النجاح مرهونة بوجود رغبة دولية جدية، خاصة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا، نظراً لانعكاسات الملف الليبي على الهجرة والطاقة.
وأشار الحجازي إلى أن استمرار الانقسام بين حكومتين، وضعف الثقة بين الفرقاء، والتدخلات الخارجية، إضافة إلى حساسية ملفات النفط والعوائد، كلها تشكل عوائق أمام تثبيت وقف إطلاق النار، كما أن نفوذ الميليشيات المحلية ومصالحها الخاصة يجعل أي هدنة هشة ما لم تتم معالجتها بعمق.
وفي ظل هذه التعقيدات، يبقى نجاح المساعي الأممية رهناً بمدى التزام الأطراف الداخلية والداعمين الدوليين، فيما يشكل استقرار ليبيا اختباراً لقدرة المجتمع الدولي على إنهاء عقد من الصراع.