موسكو تتهم الغرب بتخريب الدبلوماسية مع طهران بإعادة فرض العقوبات

دخل الملف النووي الإيراني مرحلة جديدة من التوتر، بعد اتهامات وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للغرب بتخريب الجهود الدبلوماسية، بالتزامن مع تصعيد إيراني عقب إعادة فرض العقوبات الدولية على برنامجها النووي، والتصريحات والقرارات المتلاحقة تنذر بمزيد من التعقيد في المشهد السياسي والدبلوماسي العالمي.
اتهامات روسية للغرب
في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم السبت، اتهم لافروف الدول الغربية بانتهاج سياسة "ابتزازية" تهدف إلى تقويض أي حلول بناءة للأزمة النووية الإيرانية، وقال إن رفض مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، مشروعًا روسيًا–صينيًا كان يسعى إلى إرجاء تفعيل العقوبات، يظهر بوضوح رغبة الغرب في "تخريب مواصلة الحلول البناءة".
ورأى لافروف أن الغرب لا يسعى إلى معالجة الأزمة بطرق دبلوماسية، بل يستخدم العقوبات كورقة ضغط سياسي، معتبرًا أن هذه السياسة لا تؤدي إلا إلى تعقيد الأوضاع وزيادة احتمالات المواجهة.
الموقف الإيراني
من جهته، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في تصريحات أدلى بها أثناء عودته من نيويورك، إن قرار إعادة فرض العقوبات الدولية على بلاده "ليس نهاية العالم"، مؤكدًا أن إيران قادرة على التكيف مع هذه الإجراءات، رغم فشل محاولاته في إقناع القوى الغربية بتأجيل الخطوة.
تصعيد إيراني دبلوماسي
وفي رد سريع، أعلنت طهران استدعاء سفرائها لدى بريطانيا وفرنسا وألمانيا للتشاور، ووصفت الخطوة بأنها تأتي في إطار الدفاع عن سيادتها ورفضها لما اعتبرته "ازدواجية المعايير الغربية"، كما حذرت من رد أكثر حدة إذا استمرت الضغوط والعقوبات، دون أن تحدد طبيعة هذا الرد.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه الانقسامات داخل مجلس الأمن حول كيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، فبينما تصر روسيا والصين على ضرورة التوصل إلى حلول تفاوضية تضمن استمرار العمل بالاتفاق النووي، تدفع القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، نحو تشديد الضغوط والعقوبات لوقف ما تعتبره انتهاكات إيرانية متصاعدة.
ويعكس المشهد الحالي عودة التوتر الدولي حول الملف النووي الإيراني إلى الواجهة، في ظل تعقيد العلاقات بين القوى الكبرى، واستمرار طهران في نهجها المقاوم للعقوبات، وبينما تتبادل الأطراف الاتهامات، يبدو أن احتمالات الحل السلمي تبتعد تدريجيًا، لتبقى المنطقة والعالم أمام مرحلة جديدة من الغموض وعدم الاستقرار.