دون إطلاق رصاصة واحدة.. بوتين يشن حربًا غير معلنة على أوروبا

كشف تقرير لشبكة سي إن إن الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلق حربًا على أوروبا من دون أن يطلق رصاصة واحدة، مؤكدة أنه تمكن خلال الأسابيع الماضية من نقل الصراع من أوكرانيا إلى عمق القارة العجوز، ليجعل ملايين الأوروبيين يعيشون أجواء حرب لم يعرفوها منذ عقود.
حالة فزع أوروبي
وسلط التقرير الضوء على حالة القلق التي تعيشها عدة دول أوروبية، بعد أن نجحت روسيا في اختراق أجوائها عبر الطائرات المسيرة، ما تسبب في شلل بحركة الطيران في مطارات عدة، آخرها مطار كوبنهاغن قبل يومين.
الغموض في الدنمارك
وبعد ثلاثة أيام من إغلاق المطارات ورصد سفينة عسكرية روسية قبالة السواحل مع تعطيل أجهزة الإرسال والاستقبال، لا يزال الغموض سيد الموقف، ورغم عدم إعلان الدنمارك عن هوية الجهة المنفذة، فإن الاستخبارات العسكرية حذرت من ارتفاع خطر التخريب الروسي، بينما وصف مسؤولون الهجمات بأنها "واقع جديد" يجب التكيف معه.
يرى محللون أن الاستهداف الروسي المحتمل للدنمارك قد يكون مبررًا لمواقفها الواضحة ضد موسكو، إذ زوّدت أوكرانيا بطائرات إف-16، وتستعد لدعمها بطائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى، في إطار سياسة الردع.
توسع الفوضى
وبينما تنفي موسكو الاتهامات، يحذر مراقبون من أن توسع هذه الهجمات، مع رد أوروبي ضعيف، يجعل الأوروبيين يعتقدون أن بوتين قد جلب الحرب إلى أبوابهم، وتأتي هذه التطورات في وقت تطالب فيه إدارة ترامب أوروبا بتحمل مسؤولية أكبر في الدفاع عن نفسها.
تكلفة باهظة للدفاع
وأشار التقرير إلى أن التصدي للطائرات المسيرة يشكل عبئًا إضافيًا على ميزانيات الدفاع الأوروبية، إذ قد تكلف صواريخ متطورة عشرات آلاف اليوروهات لإسقاط طائرة مسيرة رخيصة من نوع "شاهد"، وهو خيار غير مستدام على المدى الطويل، وهذا الواقع يفرض معضلة محرجة بين ترك المتسللين أو إنفاق ملايين الدولارات شهريًا لحماية أجواء الناتو.
معضلة أوروبية مفتوحة
خلص التقرير إلى أن الحرب "الهجينة" الروسية أضافت تحديات غير مسبوقة أمام أوروبا، ليس فقط على مستوى الأمن، بل أيضًا على مستوى الاقتصاد والسياسة، ما يجعلها في مواجهة اختبار استراتيجي طويل الأمد مع موسكو.