عاجل

في ذكرى رحيله.. نجاح الموجي الضحكة التي رحلت وبقيت أعمالها شاهدة

نجاح الموجي
نجاح الموجي

يوافق اليوم 25 سبتمبر ذكرى رحيل الفنان نجاح الموجي، الذي غيّبه الموت في مثل هذا اليوم من عام 1998 إثر أزمة قلبية مفاجئة، تاركًا خلفه رصيدًا كبيرًا من الأعمال الفنية التي ما زالت محفورة في ذاكرة جمهوره رغم مرور أكثر من ربع قرن على وفاته.

نشأة نجاح الموجي

وُلد نجاح الموجي، واسمه الحقيقي عبدالمعطي محمد الموجي، يوم 11 يونيو 1943 في قرية ميت الكرماء بمحافظة الدقهلية، حصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية من المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، ولم يترك وظيفته في هذا المجال حتى مع انشغاله بالفن، حيث واصل مسيرته المهنية حتى وصل إلى درجة وكيل وزارة، في مشهد نادر بين الفنانين الذين عادة ما يكرسون حياتهم بالكامل للعمل الفني.

مسيرة نجاح الموجي الفنية 

بدأ نجاح الموجي مشواره مع الفن أواخر الستينيات، حين أسند إليه المخرج محمد سالم والفنان جورج سيدهم دورًا مهمًا في مسرحية فندق الأشغال الشاقة عام 1969 مع ثلاثي أضواء المسرح، لتكون تلك الانطلاقة التي وضعته على بداية طريق طويل من النجاح. وعلى مدار ثلاثة عقود، قدّم عشرات الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، ونجح في ترسيخ مكانته كأحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر.

في المسرح، قدّم الموجي عددًا من الأعمال التي تركت أثرًا كبيرًا لدى الجمهور، أبرزها مسرحية المتزوجون التي جسّد خلالها شخصية “الواد مزيكا”، والتي أصبحت أيقونة كوميدية لا تزال حاضرة حتى اليوم، إلى جانب مسرحيات أخرى مثل الملياردير، آخر كرم، جوليو ورومييت، ومين ضحك على مين.

أما في السينما، فقد تألق الموجي في أدوار متعددة، ورغم أن معظمها كان ثانويًا، إلا أنه أبدع في تجسيدها بشكل لافت، فبقيت عالقة في أذهان الجمهور. من أبرز أفلامه الحريف مع عادل إمام، المساطيل، من يطفئ النار، أمهات في المنفى، كيدهن عظيم، وأيام الغضب. لكن يظل دوره في فيلم الكيف علامة فارقة في مسيرته، حيث جسّد شخصية “هرم” التي رسخت اسمه بين كبار الممثلين وخلدت مكانته في السينما المصرية. كما شارك في أفلام أخرى بارزة مثل الكيت كات، أربعة في مهمة رسمية، وليه يا بنفسج.

وعلى شاشة التلفزيون، شارك نجاح الموجي في عدد من المسلسلات المميزة، بينها نحن لا نزرع الشوك، أيام الضحك والدموع، الشارع الجديد، بوابة الحلواني، سر الأرض، وأحلام في الهوا. وقدّم فيها أداءً مغايرًا يثبت قدرته على التنقل بين الكوميديا والتراجيديا دون قيود.

سر اختلاف نجاح الموجي 

 عُرف نجاح الموجي بخروجه عن النص في العديد من أعماله المسرحية، الأمر الذي أثار الجدل أحيانًا، لكنه دافع عن أسلوبه مؤكّدًا أن الممثل من حقه أن يمنح الشخصية التي يجسدها أبعادًا إضافية قد لا تكون في ذهن الكاتب، ما يجعلها أكثر صدقًا وقربًا من الجمهور. هذه العفوية والارتجال جعلاه محبوبًا لدى قطاع كبير من المشاهدين.

رحيل نجاح الموجي

جاء رحيل نجاح الموجي صادمًا، ففي ليلة الجمعة 25 سبتمبر 1998، وأثناء عودته من عرض مسرحية مولد سيدي المرعب، شعر بآلام مفاجئة في الصدر. وبحسب رواية ابنته آيتن الموجي، ظل الفنان يعاني من أزمة قلبية حادة استمرت ساعتين كاملتين، وهو يردد في شرفة منزله “يارب” ثلاث مرات، بينما أسرته تحاول الاستغاثة بالإسعاف التي تأخرت عن الوصول. حاول أحد الأطباء إنقاذه داخل المنزل، لكن القدر سبق الجميع، وفاضت روحه إلى بارئها قبل وصول سيارة الإسعاف. وبعد وفاته، استكمل الفنان المنتصر بالله دوره في المسرحية.

ورغم رحيله المبكر، بقي نجاح الموجي حاضرًا بأعماله المميزة التي جسّد فيها شخصيات لا تُنسى. فقد جمع بين خفة الظل وعمق الأداء، واستطاع أن يقدم كوميديا ساخرة قريبة من الناس، تحمل في طياتها نقدًا اجتماعيًا لاذعًا. ولهذا، يظل اسمه حتى اليوم رمزًا للفنان المختلف الذي عرف كيف يجعل من الأدوار الصغيرة علامات خالدة.

تم نسخ الرابط