في ذكرى ميلاده.. نجاح الموجي أيقونة الكوميديا الشعبية وصاحب الإفيهات الخالدة

تحل اليوم، الأربعاء 11 يونيو، ذكرى ميلاد الفنان الراحل نجاح الموجي، أحد أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ الفن المصري، الذي استطاع بموهبته الفريدة أن يحجز لنفسه مكانة خاصة في قلوب الجمهور، ليس فقط من خلال أدواره السينمائية والمسرحية، بل أيضًا بإفيهاته الساخرة التي أصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية وتتداولها الأجيال حتى اليوم.
ولد نجاح الموجي عام 1945، وامتدت مسيرته الفنية لعدة عقود، تميّز خلالها بأسلوب تمثيلي خاص يجمع بين خفة الظل والعمق الدرامي، فكان يجيد لعب الأدوار المركبة التي تدمج الكوميديا بالمرارة، والسخرية بالواقع. وهو ما جعله واحدًا من أكثر الفنانين تأثيرًا في مجال الكوميديا الاجتماعية.
أعمال لا تُنسى
شارك الموجي في عدد من الأفلام التي تركت بصمة واضحة في السينما المصرية، أبرزها: “طأطأ وريكا وكاظم بيه”، "البحر بيضحك ليه"، "أيام الغضب"، "الحريف"
لكن يبقى دوره الأيقوني في فيلم "الكيت كات" بشخصية "الهرم" هو الأبرز في مسيرته، حيث أظهر فيه قدرته الفائقة على تجسيد شخصية هامشية ببراعة لافتة، جعلت المشاهد لا ينسى ملامحه ولا كلماته حتى اليوم.
أما في المسرح، فكان للموجي حضور مميز في أعمال مثل: "المتزوجون"، "رقص، الديوك"، "مولد سيدي المرعب"
والتي أكدت تنوع أدواته كممثل، وقدرته على الارتجال وخطف الضحك من الجمهور دون تكلف.
إفيهات خالدة.. عبقرية التعبير الشعبي
ما يميّز نجاح الموجي، إلى جانب أدواره، هو إفيهاته التي خرجت من رحم الشارع المصري، ممزوجة بالفكاهة والبساطة والذكاء، لتظل متداولة حتى الآن، ومنها:
"سيبك منه دا أجزخانجي بمخ جزمجي، بالك أنت، دا عايز العيان لا يخف ولا يموت علشان يفضل زبونه"
"في ناس في حياتنا لسانها زي ضوافرها.. لازم كل فترة يتقص"
"الدنيا بتدي للهبيش.. ويا عيني علينا يا حرافيش نشقى علشان حبة ملاطيش ميكفوش العيش والشاي"
"أنا مرة جالي واحد لواء من المديرية، مكافحة المخدرات، وكانوا أياميها مشددين أوي... قال لي ولا يا هرم؟! قلت له الله ليه كده يا لواء؟! قال لي ماشي ياض، أنت بتاجر في المخدرات قطاعي صح ولا هتنكر؟! قلت له صح بس هنكر"
"في الزمن ده اللي تديه عنيك لازم يعميك"
رحل لكنه لم يغِب
رغم رحيله المفاجئ في عام 1998 عن عمر ناهز 53 عامًا، إلا أن نجاح الموجي ما زال حاضرًا في ذاكرة الجمهور، ليس فقط من خلال أعماله، بل بروحه التي تسكن الضحكة المصرية، وبكلماته التي تلخص بحكمة مريرة حال البسطاء.
إنه أحد أولئك الفنانين الذين لا يُقاس أثرهم بعدد الجوائز أو البطولات، بل بقيمة البصمة التي يتركونها في وجدان الناس... ونجاح الموجي، بلا شك، ترك بصمة لا تمحى.