الشهابي: لقاء السيسي وكاجامي يجسد دور مصر التاريخي في دعم التنمية الإفريقية

أشاد ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي والمنسق العام للائتلاف الوطني الحر، بالرسائل المهمة التي حملتها تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع الرئيس الرواندي بول كاجامي، مؤكداً أنها تعكس الثوابت المصرية في سياستها الخارجية القائمة على الاحترام المتبادل، وتوسيع دوائر التعاون الإفريقي – الإفريقي، ودعم الاستقرار والتنمية في القارة.
وأضاف الشهابي أن تركيز الرئيس السيسي على تعظيم فرص الاستثمار المشترك في مجالات الدواء والمستلزمات الطبية والمنتجات الغذائية والتشييد والبناء يفتح آفاقاً واسعة أمام الاقتصاد المصري، ويعزز من موقع مصر كركيزة أساسية في جهود التنمية الإفريقية.
وأشار إلى أن تأكيد الرئيس على دعم رؤية رواندا 2050 يعكس إيمان مصر العميق بضرورة التنمية المشتركة وتعزيز بناء القدرات الإفريقية بما يعود بالنفع على الشعوب، ويجعل القارة أكثر قدرة على مواجهة التحديات العالمية.
دعم الاستقرار والتنمية في القارة
كما ثمّن الشهابي الموقف الحازم والواضح للرئيس السيسي فيما يتعلق بملف مياه النيل، باعتباره قضية وجودية لمصر، مشيراً إلى أن دعوة الرئيس لتغليب التعاون والتفاهم واحترام القانون الدولي في إدارة الأنهار العابرة للحدود تمثل النهج الحضاري الرشيد الذي يوازن بين حماية الحقوق المصرية وتحقيق التنمية المستدامة لشعوب الحوض جميعاً.
وختم الشهابي تصريحه بأن لقاء السيسي وكاجامي جاء ليؤكد مرة أخرى أن مصر تواصل أداء دورها التاريخي كقلب نابض لإفريقيا، تدافع عن قضاياها، وتدعم مسار الاستقرار والتنمية، وتتمسك بحقوقها الوطنية غير القابلة للتفريط.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص مصر الكامل على دعم جهود إحلال السلام واستعادة الأمن والاستقرار في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مشيدًا بدور الوسطاء الأفارقة والدوليين والإقليميين في هذه المساعي.
وأشار السيسي إلى دعم مصر لجميع الأطراف المعنية لتبني الحلول السلمية والانخراط الجاد في مسارات السلام بروح من المسؤولية وحسن النية، مؤكدًا: "مساندة المساعي التي يبذلها الوسطاء الأفارقة والدوليون والإقليميون.. وتشجيع الأطراف المعنية على الانخراط الجاد في مسارات الحل السلمي."
كما استعرض الرئيس الدور المصري المقترح لدعم تنفيذ اتفاق واشنطن، خاصة فيما يتعلق بإجراءات بناء الثقة وتعزيز السلام، مع التركيز على جهود إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، ضمن ريادة مصر لهذا الملف داخل الاتحاد الإفريقي وخبرتها في المجال.
مراسم الاستقبال الرسمية عُقدت فور وصول الرئيس الرواندي
وفي سياق أخر، صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن مراسم الاستقبال الرسمية عُقدت فور وصول الرئيس الرواندي، حيث عُزف السلامان الوطنيان لمصر ورواندا، أعقبها عقد لقاء مغلق بين الرئيسين، ثم جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين.
وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى أن الرئيس استهلّ المقابلة بالترحيب بأخيه الرئيس "بول كاجامي"، مشيدًا بالعلاقات التاريخية الوطيدة بين مصر ورواندا، ومؤكدًا أهمية مواصلة العمل على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيّما في القطاعات الاقتصادية والتجارية والطبية، مع التركيز على تعظيم فرص الاستثمار المشترك، خاصة في مجالات الدواء والمستلزمات الطبية، والمنتجات الغذائية، والتشييد والبناء.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب عن حرص مصر على مواصلة دعم رواندا في تحقيق تطلعاتها التنموية، واستعدادها لتعزيز التعاون في مجال بناء القدرات، بما يسهم في إنجاح رؤية رواندا للتنمية 2050. من جانبه، ثمّن الرئيس كاجامي التعاون القائم بين البلدين، مشيدًا بما يحققه من منفعة متبادلة للشعبين، ومؤكدًا تطلع رواندا إلى توسيع هذا التعاون المثمر مع مصر.
اللقاء تناول عددًا من القضايا الإقليمية والدولية
وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول عددًا من القضايا الإقليمية والدولية، حيث تم بحث مستجدات الأوضاع في منطقة البحيرات العظمى، حيث جدد الرئيس موقف مصر الداعم لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ومواجهة التحديات التي تعيق التنمية والازدهار. كما ناقش الجانبان تطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، وسبل تعزيز السلم والأمن في الإقليم. وفي ذات السياق، تبادل الرئيسان الرؤى حول سبل تعزيز التكامل بين دول حوض النيل، واتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، وتحقيق التنمية المستدامة لكافة دول الحوض، مع التأكيد على احترام القانون الدولي في إدارة الأنهار العابرة للحدود.
وقد شدد الرئيس السيسي في هذا الخصوص على أن ملف المياه يمثل قضية وجودية لمصر، خاصة في ظل الندرة المائية الشديدة التي تواجهها، مؤكداً على أن مصر لن تقبل المساس بحقوقها المائية، وأن التعاون في منطقة حوض النيل يتطلب تغليب روح التعاون والتفاهم لتحقيق المصلحة المشتركة.