سياسيون: الاعتراف بدولة فلسطين انتصار تاريخي وتحول في الموقف الدولي

أجمع عدد من السياسيين والبرلمانيين على أن الموجة المتصاعدة من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تُعد انتصارًا تاريخيًا ودفعة قوية لمسار القضية الفلسطينية، مؤكدين أن هذا التحول يعكس اقتناعًا دوليًا متزايدًا بعدالة القضية، ورفضًا واضحًا لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مما يعيد الأمل بتحقيق حل الدولتين كطريق وحيد للسلام في الشرق الأوسط.
طارق رضوان: اعترافات دولية تكرس الحقوق المشروعة للفلسطينيين
أكد النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تمثل "تطورًا نوعيًا على طريق تكريس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأوضح أن هذه الخطوة تعكس رفض المجتمع الدولي لسياسات الاحتلال من استيطان وتهجير وانتهاك ممنهج لحقوق الإنسان، مضيفًا أن هذه الاعترافات تضفي قوة سياسية وقانونية متجددة للموقف الفلسطيني على الساحة الدولية، وتزيد من فرص تحريك الملف الفلسطيني في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية.
أيمن محسب: خطوة منسجمة مع الموقف المصري الراسخ
من جانبه، قال النائب أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن اعتراف دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين يعكس تحولًا تاريخيًا في الرؤية الغربية تجاه القضية، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يتسق مع ما أكدت عليه مصر مرارًا بأن "لا استقرار في الشرق الأوسط دون حل عادل وشامل يقوم على أساس حل الدولتين".
وأشاد محسب بكلمة رئيس الوزراء المصري في الأمم المتحدة، التي شددت على رفض مصر القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، لافتًا إلى أن استضافة مصر لمؤتمر إعادة إعمار غزة هو تأكيد عملي على التزامها بدعم الشعب الفلسطيني في كل المحافل.
أسامة الشاهد: العالم ينتصر لفلسطين والاحتلال يزداد عزلة
بدوره، اعتبر المهندس أسامة الشاهد، رئيس حزب الحركة الوطنية، أن "ما يشهده العالم من موجة غير مسبوقة من الاعترافات بالدولة الفلسطينية يؤكد أن فلسطين قد كسبت معركة الشرعية الدولية، وأن عزلة الاحتلال تتعمق يومًا بعد يوم".
وأضاف أن هذه الاعترافات تمثل إعلانًا عالميًا بأن السلام لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة، داعيًا إلى ضرورة مراجعة السياسة الأمريكية المنحازة التي عرقلت مسار التسوية لسنوات، والعمل على إعادة تفعيل المبادرة العربية للسلام كإطار دولي عادل وفاعل.
رضا فرحات: لحظة فارقة ومسار جديد لدعم الحقوق الفلسطينية
من جهته، وصف اللواء د. رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، الاعترافات الأخيرة بأنها "لحظة فارقة وانتصار سياسي يفتح آفاقًا جديدة أمام الفلسطينيين في نضالهم المشروع".
وأشار إلى أن هذه الخطوات الدولية تحمل دلالات قانونية مهمة، كونها تعزز من شرعية فلسطين وتدعم حقها في اللجوء للمؤسسات الدولية لمحاسبة الاحتلال، مضيفًا أن الجهود المصرية لعبت دورًا محوريًا في إعادة القضية إلى صدارة الأجندة الدولية، بفضل تحركاتها السياسية المتوازنة وعلاقاتها الإقليمية والدولية.
إجماع على دور مصر المحوري وأهمية استثمار الزخم الدولي
وشدد جميع المتحدثين على أن الدور المصري، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان ولا يزال حجر الأساس في دعم القضية الفلسطينية، سواء من خلال التحركات الدبلوماسية أو عبر المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة.
كما دعوا القيادة الفلسطينية إلى استثمار الزخم الدولي غير المسبوق في تعزيز الوحدة الوطنية، وتحويل الدعم السياسي إلى خطوات عملية تنهي الاحتلال وتُجسّد الدولة الفلسطينية على أرض الواقع.
160 دولة تعترف بدولة فلسطين
وبحسب المعطيات، فإن أكثر من 160 دولة حول العالم باتت تعترف رسميًا بدولة فلسطين، من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، في تحول دبلوماسي واضح تتزايد وتيرته مع تواصل الحرب الإسرائيلية على غزة.
ويُنظر إلى هذا الاعتراف المتزايد على أنه رسالة دولية قوية بأن الحل السياسي العادل لم يعد خيارًا مؤجلًا، بل أصبح ضرورة ملحّة لاستقرار المنطقة وإنهاء عقود من الاحتلال والمعاناة الإنسانية.