عاجل

مفتي الجمهورية يوضح حكم طلب الفتوى في المعاصي.. جائز بشروط

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن مسألة طلب الفتوى بشأن المعاصي يتوقف حكمها على نية المستفتي، موضحًا أنه إذا كان الهدف من الاستفتاء هو التباهي بالمعصية أو المجاهرة بها، فإن ذلك منهي عنه شرعًا، لما فيه من تطبيع المعاصي ونشرها بين الناس، أما إذا كان الغرض هو طلب الفتوى بغرض التوضيح أو التوبة، فلا حرج في ذلك، ولكن مع تجنب الخوض في تفاصيل غير ضرورية.

حكم المجاهرة بالمعصية

أوضح مفتي الجمهورية أن الإسلام ينهى عن المجاهرة بالمعاصي، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:  "كل أمتي معافى إلا المجاهرين"، أي الذين يجهرون بالمعصية ويتباهون بها، مؤكدًا أن من يفعل ذلك يحرم نفسه من ستر الله وعفوه.

وأشار إلى أن بعض الناس قد يسألون عن حكم معصية معينة، ليس بغرض البحث عن حكمها الشرعي أو التوبة منها، وإنما بدافع المباهاة بها أو جذب الانتباه، وهو أمر مرفوض دينيًا، لأنه قد يشجع الآخرين على ارتكاب الذنب نفسه.

استفتاء المفتي في المعاصي جائز بشروط

وأوضح مفتي الجمهورية أنه إذا كان الاستفتاء عن معصية بنية صادقة لمعرفة الحكم الشرعي أو طلب المشورة الدينية بغرض التوبة والإصلاح، فإن ذلك أمر مشروع، حيث إن دور العلماء والمفتين هو إرشاد الناس وتوجيههم نحو الصواب.

وأشار المفتي إلى أنه من الأفضل أن يكون السؤال بشكل عام دون ذكر تفاصيل دقيقة، خاصة إذا كانت تلك التفاصيل تمثل نوعًا من الترويج للمعصية، مؤكدًا أن الإسلام يحث على الستر وعدم نشر الذنوب.

وأضاف المفتي أن العلماء والفقهاء دائمًا ما يستقبلون أسئلة المستفتين بصدر رحب، لكن يجب على المستفتي أن يكون جادًا في استفساره، وألا يكون غرضه مجرد إثارة الجدل أو المجاهرة بالذنب.

التوبة والرجوع إلى الله

وشدد مفتي الجمهورية على أن الإسلام يفتح أبواب التوبة دائمًا، مؤكدًا أن من وقع في معصية عليه أن يبادر بالاستغفار والعودة إلى الله، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222].

ودعا المفتي المسلمين إلى التوبة النصوح والحرص على عدم المجاهرة بالذنوب، حفاظًا على المجتمع من انتشار الفساد، وطلبًا لعفو الله ورحمته.

تم نسخ الرابط