دراسات جديدة تكشف: الحبوب الكاملة تقلل خطر أمراض القلب بنسبة 22%

لم يعد الحديث عن الكوليسترول مجرد موضوع طبي بحت، بل أصبح قضية تمس حياة الملايين حول العالم، ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم يمثل خطرًا مباشرًا على صحة القلب والأوعية الدموية، وهو السبب الرئيسي في كثير من أمراض العصر مثل تصلب الشرايين والجلطات، وفي خضم البحث عن طرق طبيعية وآمنة للحفاظ على الصحة، كشفت الدراسات الحديثة أن الحبوب الكاملة تلعب دورًا محوريًا في خفض الكوليسترول وتحسين وظائف الجسم.
فبينما ينصح الأطباء بتناول الخضراوات والفواكه كجزء أساسي من النظام الغذائي الصحي، إلا أن الخبراء يؤكدون أن للحبوب الكاملة، مثل خبز القمح الكامل، الشوفان، الأرز البني، والشعير، تأثيرًا مباشرًا في تنظيم الكوليسترول والحفاظ على القلب.

فيما يلي، نستعرض كافة التفاصيل الخاصة عن دور الحبوب الكاملة في حماية الجسم، ونكشف أنواع الخبز والمكرونة المفيدة، ونوضح كيف يمكن إدخالها في نظامنا الغذائي اليومي بطرق عملية.
ما هو الكوليسترول ولماذا يشكل خطورة؟
الكوليسترول مادة دهنية طبيعية موجودة في الدم، يحتاجها الجسم لتكوين الخلايا والهرمونات، لكنه ينقسم إلى نوعين:
- الكوليسترول الضار (LDL): ارتفاعه يسبب تراكم الدهون في الشرايين.
- الكوليسترول النافع (HDL): يساعد على التخلص من الكوليسترول الضار.
عندما ترتفع مستويات الكوليسترول الضار مقابل انخفاض النافع، تبدأ المشاكل الصحية بالظهور، من بينها انسداد الشرايين وزيادة احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
الفرق بين الحبوب الكاملة و الحبوب المكررة
الحبوب الكاملة تحتفظ بجميع أجزائها: النخالة، الجنين، والسويداء. هذا يجعلها غنية بالألياف، الفيتامينات، والمعادن أما الحبوب المكررة مثل الدقيق الأبيض والخبز الأبيض والأرز الأبيض، فيتم معالجتها بطريقة تفقدها معظم قيمتها الغذائية.

النتيجة:
- الحبوب الكاملة = غنية بالألياف → خفض الكوليسترول.
- الحبوب المكررة = فقيرة بالعناصر → رفع الدهون الثلاثية وتقليل الكوليسترول النافع.
خبز الحبوب الكاملة.. الخيار الأول للقلب السليم
عند التفكير في الشطائر أو الخبز المحمص، ينصح الخبراء باستبدال الخبز الأبيض بـ خبز الحبوب الكاملة، ومن الأنواع الصحية:
- خبز الشوفان.
- خبز القمح الكامل.
- الكعك واللفائف المصنوعة من القمح الكامل.
- خبز الحبوب الكاملة المنبت.
هذا النوع من الخبز لا يمد الجسم بالألياف فقط، بل يساعد أيضًا على الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يقلل من تناول الوجبات السريعة والدهون الضارة.
متعة المذاق وفوائد غذائية
لا أحد يستغني عن المكرونة، لكن الفارق كبير بين المكرونة التقليدية ونظيرتها من الحبوب الكاملة.
مكرونة القمح الكامل غنية بالألياف والفيتامينات.

تتوفر أيضًا مكرونات مصنوعة من الأرز البني، الشعير، والشوفان.
إذا أضفت صلصة دسمة مليئة بالزيوت، فإنك تفقد المكرونة فوائدها الصحية. الحل هو استخدام صلصات خفيفة مثل صلصة الطماطم الطازجة أو الخضراوات المشوية.
غذاء متكامل وصديق للكوليسترول
تعتبر البقوليات مثل العدس والفاصوليا، إلى جانب الأرز البني، من الأغذية الغنية بالألياف والبروتين النباتي.
- الأرز البني يساعد على خفض الكوليسترول الضار.
- البقوليات تقلل من امتصاص الدهون في الدم.
- أمثلة على أطعمة يمكن إدخالها للنظام اليومي:
- العدس الأحمر أو الأصفر في الشوربة.
- البرغل كبديل للأرز الأبيض.
- الكسكس الكامل.
- الشعير والشوفان في وجبة الإفطار.
- الفشار المحضر بدون زيت أو زبدة.
دراسات علمية تؤكد الفوائد
تناولت دراسة من جامعة هارفارد، أن 3 حصص يوميًا من الحبوب الكاملة يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 22%، بينما أوضح المعهد القومي للقلب والرئة والدم بأمريكا، أن ألياف الحبوب الكاملة تساهم في تقليل امتصاص الكوليسترول من الأمعاء.

أما منظمة الصحة العالمية أوصت بضرورة استهلاك ما لا يقل عن 25-30 جرامًا من الألياف يوميًا لحماية القلب.
نصائح عملية لإدخال الحبوب الكاملة في النظام الغذائي
- استبدل الخبز الأبيض بالخبز الأسمر الكامل.
- اختر الأرز البني أو البرغل بدلًا من الأرز الأبيض.
- جرب المكرونة الكاملة مع صلصات خفيفة.
- أضف الشوفان إلى وجبة الإفطار مع الفاكهة.
- اجعل البقوليات جزءًا أساسيًا من وجبتك مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا.
أكد الدكتور محمد عبد الرحمن، استشاري أمراض القلب، أن إدخال الحبوب الكاملة في النظام الغذائي يساعد على تقليل الاعتماد على الأدوية الخافضة للكوليسترول في بعض الحالات البسيطة.
بينما أوضحت الدكتورة سارة الجندي، خبيرة التغذية العلاجية، أن الحبوب الكاملة تعزز صحة الجهاز الهضمي وتقي من السمنة، وهو ما ينعكس إيجابيًا على صحة القلب.