محلل سعودي: واشنطن أنفقت 550 مليار دولار على إسرائيل منذ عام 1945

قال اللواء الدكتور محمد صالح الحربي، المحلل السياسي والاستراتيجي السعودي، إن الموقف المصري والسعودي تجاه القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ممتد منذ أمد بعيد، وأكد أن هذا التنسيق يسير بوتيرة جيدة تعكس عمق العلاقات بين البلدين.
الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب الجرائم
وأوضح الحربي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الحياة اليوم» المذاع عبر قناة الحياة مع الإعلامية لبنى عسل، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني أمام أنظار العالم، دون رادع حقيقي من المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن الاحتلال غير قادر على خوض أي حرب أو الاستمرار في عملياته دون الدعم المطلق من الولايات المتحدة الأمريكية، منوهاً إلى أن واشنطن أنفقت ما يقارب 550 مليار دولار على إسرائيل منذ عام 1945، في صورة دعم عسكري واقتصادي.
بداية لتحرك دولي أكثر جدية
ونوّه "الحربي" إلى أن هناك تغيراً واضحاً في الصورة الذهنية لإسرائيل لدى الرأي العام العالمي، بعد الجرائم الوحشية التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها في قطاع غزة، مؤكداً أن هذا التحول قد يكون بداية لتحرك دولي أكثر جدية تجاه محاسبة الاحتلال ووقف انتهاكاته.
من جانبه، قال الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية، إن رفض إسرائيل المتكرر للمقترح الأمريكي الذي قدمه مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط "ستيف ويتكوف" يعكس بشكل واضح نوايا الاحتلال الحقيقية، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان قطاع غزة، وفرض السيطرة الكاملة عليه.
الاحتلال لا يزال يماطل
وأشار تركي خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن المقترح الأمريكي قد أُعيد طرحه مرة أخرى من قبل الوسيط المصري والقطري، لكن الاحتلال لا يزال يماطل، متجاهلاً التعهدات الدولية ورافضًا الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، رغم التزام حركة حماس ببنوده، وتنفيذها سبع مراحل متتالية لتسليم الأسرى دون خروقات تُذكر.
وأكد الأستاذ الجامعي أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، يربط رفض المبادرة بمصالحه السياسية الضيقة، مشيرًا إلى أنها تتقاطع مع توجهات اليمين المتطرف الذي يسعى لـ"إنهاء القضية الفلسطينية بالكامل وفرض واقع جديد في المنطقة".
أطماع الاحتلال لم تتوقف عند قطاع غزة
ونوه تركي إلى أن أطماع الاحتلال لم تتوقف عند قطاع غزة أو الضفة الغربية، بل تمتد نحو جنوب لبنان وسوريا والمنطقة العربية ككل، مضيفًا أن ممارسات إسرائيل توضح بجلاء أنها "دولة استعمار وعدوان، لا تؤمن بالحلول الوسط ولا تعبأ بالمجاعة أو الكارثة الإنسانية في غزة"، في تحدٍ صارخ لقرارات الشرعية الدولية واتفاقيات جنيف، خاصة المادة 49 من الاتفاقية الرابعة، التي تحظر التهجير القسري للسكان في مناطق النزاع.