أستاذ علوم سياسية: الأحداث كشفت حقيقة نوايا إسرائيل للسيطرة الكاملة على غزة

قال الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية، إن رفض إسرائيل المتكرر للمقترح الأمريكي الذي قدمه مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط "ستيف ويتكوف" يعكس بشكل واضح نوايا الاحتلال الحقيقية، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان قطاع غزة، وفرض السيطرة الكاملة عليه.
الاحتلال لا يزال يماطل
وأشار تركي خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن المقترح الأمريكي قد أُعيد طرحه مرة أخرى من قبل الوسيط المصري والقطري، لكن الاحتلال لا يزال يماطل، متجاهلاً التعهدات الدولية ورافضًا الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، رغم التزام حركة حماس ببنوده، وتنفيذها سبع مراحل متتالية لتسليم الأسرى دون خروقات تُذكر.
وأكد الأستاذ الجامعي أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، يربط رفض المبادرة بمصالحه السياسية الضيقة، مشيرًا إلى أنها تتقاطع مع توجهات اليمين المتطرف الذي يسعى لـ"إنهاء القضية الفلسطينية بالكامل وفرض واقع جديد في المنطقة".
أطماع الاحتلال لم تتوقف عند قطاع غزة
ونوه تركي إلى أن أطماع الاحتلال لم تتوقف عند قطاع غزة أو الضفة الغربية، بل تمتد نحو جنوب لبنان وسوريا والمنطقة العربية ككل، مضيفًا أن ممارسات إسرائيل توضح بجلاء أنها "دولة استعمار وعدوان، لا تؤمن بالحلول الوسط ولا تعبأ بالمجاعة أو الكارثة الإنسانية في غزة"، في تحدٍ صارخ لقرارات الشرعية الدولية واتفاقيات جنيف، خاصة المادة 49 من الاتفاقية الرابعة، التي تحظر التهجير القسري للسكان في مناطق النزاع.
فكرة "التهجير الطوعي"
وفي سياق متصل، علق الدكتور إسماعيل تركي على الموقف المصري من مخطط التهجير، مشيرًا إلى أن مصر تدرك تمامًا محاولات الاحتلال تزييف الوقائع عبر تسويق فكرة "التهجير الطوعي"، رغم أن إسرائيل هي من فجرت الصراع وفرضت الحصار وارتكبت المجازر الجماعية، مشددا على أن الموقف المصري الرافض للتهجير القسري أو الطوعي هو موقف مبدئي ثابت، لا يعبر فقط عن إرادة مصرية، بل هو موقف عربي جامع، كما أكد وزير الخارجية المصري اليوم.
مصر لم تكتف بالرفض السياسي
وأشار إلى أن مصر لم تكتف بالرفض السياسي، بل بادرت إلى إنشاء شبكة دبلوماسية مع الدول التي وردت في الخطط الإسرائيلية كمستقر للاجئين الفلسطينيين، مثل جنوب السودان، غرب ليبيا، ماليزيا، اليونان، وقبرص، وتم نقل الصورة الحقيقية لتلك العواصم التي بدورها رفضت استقبال اللاجئين الفلسطينيين، وأعلنت دعمها للموقف المصري.