هل تجوز صلاة المأموم منفردًا خلف الإمام أو خلف الصف؟.. مفتي الجمهورية يجيب

في ظل ضيق الأماكن في بعض الظروف، قد يجد المسلم نفسه مضطرًا للصلاة خلف الإمام أو خلف الصف، مما يثير تساؤلات حول صحة الصلاة في هذه الحالة. ووفقًا لفتاوى مفتي الجمهورية، أ.د/ نظير محمد عياد، فإن هذا الأمر يتطلب فهمًا دقيقًا للأحكام الشرعية.
الأصل في صلاة الجماعة أن يقف المأموم الواحد عن يمين الإمام، كما جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه. لكن إذا لم يتسنَّ له ذلك، فله أن يقف خلفه، وتكون صلاته صحيحة مع الكراهة. ومع ذلك، تنتفي الكراهة إذا وُجد عذر، مثل ضيق المكان أو امتلاء الصفوف.
ففي حال كنتَ في العمل أو أي مكان آخر، ووجدت زميلك يصلي منفردًا، فيمكنك أن تصلي خلفه، وتكون صلاتك صحيحة.
حكم الصلاة خلف الصف منفردًا
أما بالنسبة للصلاة خلف الصف منفردًا، فقد أوضح أ.د/ نظير محمد عياد أن جمهور الفقهاء يرون أنها تصح مع الكراهة، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: "لا صلاة لمنفرد خلف الصف" (رواه أحمد وابن ماجه). إلا أن الكراهة تزول إذا لم يجد المأموم مكانًا في الصف، لأن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ (التغابن: 16).
آراء الفقهاء في المسألة
المذهب الحنبلي: يرى أن صلاة المنفرد خلف الصف لا تصح إلا لعذر.
المذهب المالكي والشافعي: يجيزون الصلاة خلف الصف، مع استحباب البحث عن فرجة أو محاولة جذب شخص ليصلي معه.
المذهب الحنفي: يعتبر أن الصلاة صحيحة، لكن الأفضل أن يحاول المأموم الانضمام للصف.
ماذا يفعل المأموم إذا لم يجد مكانًا في الصف؟
1. البحث عن فرجة في الصف والدخول فيها إن أمكن.
2. إذا لم يجد فرجة، يُستحب له أن يجذب شخصًا من الصف ليقف معه إن لم يكن ذلك مخلًا بنظام الصفوف.
3. إذا لم يستطع، فله أن يصلي منفردًا خلف الصف، وتكون صلاته صحيحة بلا إثم عند الضرورة.
فضل صلاة الجماعة وأهميتها
أكد مفتي الجمهورية، أ.د/ نظير محمد عياد، على أهمية صلاة الجماعة وفضلها العظيم، حيث قال النبي ﷺ: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" (متفق عليه). كما أن الجماعة تحقق مقاصد عظيمة، منها:
- تعزيز روح الوحدة والتآلف بين المسلمين.
- تعويد المسلم على الانضباط والالتزام.
- مضاعفة الأجر والثواب، وفقًا لما جاء في السنة النبوية.
الخلاصة
- صلاة المأموم خلف الإمام منفردًا تصح مع الكراهة، وتنتفي الكراهة إذا وُجد عذر.
- الصلاة خلف الصف منفردًا تصح مع الكراهة، وتكون بلا كراهة عند الضرورة.
- الأفضل البحث عن مكان في الصف، أو محاولة جذب شخص للوقوف معه إن أمكن.
- صلاة الجماعة فضلها عظيم، وينبغي الحرص عليها قدر المستطاع.
وختم أ.د/ نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، بقوله: "الإسلام دين يسر، ولم يجعل الله في الدين حرجًا، فالمهم هو الحرص على أداء الصلاة وعدم التفريط فيها