عاجل

زكاة الفطر.. عبادة ختامية لرمضان تطهر القلوب وتغني الفقراء

د.على جمعة
د.على جمعة

مع اقتراب شهر رمضان من نهايته، يعيش المسلمون لحظات الوداع، مستشعرين نفحات الرحمة والمغفرة التي امتلأت بها أيامه ولياليه. فمن أحسن استقبال رمضان بالصيام والقيام، خرج منه بزاد روحي عظيم، ومن قصّر فيه فليبادر إلى التوبة والاستدراك فيما تبقى.

ومع ختام هذا الشهر الكريم، شُرعت زكاة الفطر كعبادة عظيمة تطهر الصائم من اللغو والرفث، وتدخل السرور على الفقراء يوم العيد، وهو ما أكد عليه النبي ﷺ في قوله: "فرض رسول الله زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" (رواه أبو داود والحاكم في المستدرك).

ما هي زكاة الفطر؟

زكاة الفطر هي صدقة واجبة على كل مسلم، تؤدى قبل صلاة عيد الفطر، وسميت بهذا الاسم لأنها تتعلق بالفطر من رمضان. وقد أوجبها النبي ﷺ على الصغير والكبير، الغني والفقير، بشرط أن يملك قوت يومه. وهي واجبة عن الفرد ومن يعولهم، وتخرج من غالب قوت أهل البلد، مثل الأرز أو القمح أو الشعير، ويمكن إخراجها مالًا حسب الحاجة.

حكمة زكاة الفطر وأهميتها

وفي هذا السياق أوضح فضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن زكاة الفطر تحمل مقاصد عظيمة، أبرزها:

التكافل الاجتماعي: فهي تضمن ألا يُحرم أي مسلم من فرحة العيد، حيث قال النبي ﷺ: "أغنوهم في هذا اليوم عن السؤال" (رواه البيهقي والدارقطني).
تطهير الصائم: فهي تمحو آثار التقصير في الصيام من لغو أو خطأ، وتكمل الأجر.
إشاعة الفرح والمودة: تجعل العيد يومًا سعيدًا للفقراء والمساكين كما هو للأغنياء، فيتحقق الشعور بالوحدة والتآخي في المجتمع الإسلامي.

مقدار زكاة الفطر وكيفية إخراجها

حدد العلماء مقدار زكاة الفطر بصاع من الطعام، وهو ما يعادل قرابة 2.5 كجم من الأرز أو القمح أو غيرهما من قوت البلد. ويجوز إخراجها نقدًا بما يعادل قيمتها، لتوفير حاجات الفقراء بشكل أفضل.

ويبدأ وقت إخراجها من أول رمضان ويستمر حتى قبل صلاة العيد، ومن تأخر في إخراجها بدون عذر، فقد أثم وتصبح مجرد صدقة عادية، كما ورد في الحديث الشريف.

زكاة الفطر هي تاج ختامي لشهر رمضان، وفرصة للمسلم لنيل الأجر العظيم وإدخال الفرحة على المحتاجين. فلا ينبغي التفريط فيها أو تأخيرها، فهي عبادة تجمع بين الطهارة والتكافل، وتعكس روح الإسلام في تحقيق العدالة الاجتماعية.

فلنحرص جميعًا على أداء زكاة الفطر في وقتها، مستشعرين فضلها وأثرها العظيم، راجين من الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا، ويعيد علينا رمضان أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة.

تم نسخ الرابط