هل يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، يكثر التساؤل حول موعد إخراج زكاة الفطر، وهل يجوز تقديمها قبل العيد أم يجب الانتظار حتى الليلة الأخيرة من رمضان؟ وردًّا على هذه التساؤلات، حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل من خلال منشور رسمي عبر صفحتها على "فيسبوك"، حيث أكدت أن إخراج زكاة الفطر قبل العيد جائز شرعًا، ولا حرج في تقديمها قبل موعدها المعتاد.
متى تجب زكاة الفطر؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن زكاة الفطر تجب بسببين رئيسيين، وهما:
1. صوم رمضان.
2. الفطر منه.
وبناءً على ذلك، فإذا تحقق أحد هذين السببين، جاز إخراجها قبل حلول العيد، تمامًا كما هو الحال في زكاة المال، التي يجوز إخراجها بعد امتلاك النصاب وقبل مرور الحول، وفقًا لما أقرّه المذهب الحنفي والشافعي.
ما الحكمة من زكاة الفطر؟
زكاة الفطر ليست مجرد فرض شرعي، بل هي عبادة مالية لها مقاصد اجتماعية وإنسانية عظيمة، ومن أهم حكمها:
- تحقيق التكافل الاجتماعي: فهي تسد حاجة الفقراء والمحتاجين قبل العيد، مما يساعدهم على قضاء العيد بفرح وسرور.
- تطهير الصيام: فهي طهرة للصائم من اللغو والرفث والأخطاء التي قد يقع فيها أثناء الصيام.
- نشر روح التعاون: من خلال مساعدة غير القادرين، ليشعر الجميع بفرحة العيد دون تمييز.
ما هو الموعد الأفضل لإخراج زكاة الفطر؟
وفقًا لما أوضحته دار الإفتاء، فإن زكاة الفطر تُخرج عادةً قبل صلاة العيد، ولكن يجوز تقديمها قبل العيد بعد دخول رمضان. ويستحب إخراجها مبكرًا لضمان وصولها إلى المستحقين في الوقت المناسب، وتحقيق هدفها الأساسي في التخفيف عن الفقراء والمساكين.
ما مقدار زكاة الفطر لهذا العام؟
يتم تحديد قيمة زكاة الفطر سنويًا من قِبل دار الإفتاء، بناءً على أسعار الحبوب، نظرًا لأن النبي ﷺ فرضها صاعًا من طعام. ويجوز إخراجها كحبوب أو نقدًا، حتى تتناسب مع احتياجات الفقراء بشكل أفضل. وتحرص دار الإفتاء على الإعلان رسميًا عن مقدار الزكاة كل عام، ليتمكن المسلمون من إخراجها بشكل صحيح.
كيف يتم توزيع زكاة الفطر؟
زكاة الفطر يجب أن تصل إلى مستحقيها قبل صلاة العيد، ومن الأفضل أن تُعطى للأقارب الفقراء أو من خلال الجمعيات الخيرية الموثوقة التي تتولى توزيعها على المستحقين، وذلك لضمان وصولها إلى من يحتاجها حقًا.
لا تؤخر إخراج الزكاة بعد صلاة العيد
شددت دار الإفتاء على أن تأخير إخراج زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد غير جائز، إلا لعذر قهري. فمن أخرجها بعد الصلاة، فإنها تُعتبر صدقة عادية وليس زكاة فطر. لذلك، يجب الحرص على إخراجها في وقتها المحدد لضمان قبولها وأداء الفريضة كما ينبغي.
زكاة الفطر .. عبادة وفرصة لمضاعفة الأجر
في الختام، تعد زكاة الفطر فرصة عظيمة لمضاعفة الحسنات، وهي واجب على كل مسلم قادر، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، ذكرًا أو أنثى. لذا، احرص على إخراجها في الوقت المناسب، لتنال الأجر وتساعد في إدخال الفرحة على قلوب الفقراء والمحتاجين في العيد.