حكم التجارة في المفرقعات واستعمالها.. دار الإفتاء توضح

تشهد الأسواق في بعض المناسبات والأعياد إقبالًا كبيرًا على شراء المفرقعات والألعاب النارية، حيث يعتبرها البعض وسيلة للتعبير عن الفرح والاحتفال.
إلا أن هذه الظاهرة تثير جدلًا واسعًا بين الفقهاء ورجال القانون، نظرًا لما قد تسببه من أضرار جسدية ومادية، بالإضافة إلى تأثيرها على الأمن العام.
حكم الشرع في بيع واستعمال المفرقعات
أوضح العلماء أن حكم بيع واستعمال المفرقعات يختلف وفقًا للضرر الناتج عنها، ويمكن تفصيله كما يلي:
1. إذا كانت المفرقعات تسبب أذى للناس أو تهديدًا للأمن العام، فإن بيعها واستعمالها محرم شرعًا، وذلك استنادًا إلى قاعدة “لا ضرر ولا ضرار”، حيث يحرم الإسلام كل ما يؤدي إلى إيذاء النفس أو الآخرين.
2. إذا كانت تُستخدم بطريقة آمنة، دون إزعاج أو خطر، فقد أجاز بعض الفقهاء بيعها واستعمالها، ولكن مع الكراهة، خاصة إذا كان استخدامها يؤدي إلى تبذير المال في غير منفعة حقيقية.
أضرار المفرقعات والموقف القانوني
رغم أن البعض يرى في المفرقعات وسيلة للبهجة، إلا أن أضرارها تتجاوز الفوائد المحتملة، ومن أبرز مخاطرها:
• الأضرار الجسدية: تسبب إصابات خطيرة، مثل الحروق والجروح وفقدان السمع، خاصة لدى الأطفال.
• الإزعاج والتأثير على السلامة العامة: ينتج عن استخدامها ضوضاء مزعجة، وقد تتسبب في إثارة الفزع والذعر بين الناس، خاصة في الأماكن العامة والمناطق السكنية.
• إمكانية اندلاع الحرائق: نظرًا لأن بعض المفرقعات تحتوي على مواد شديدة الاشتعال، فقد تؤدي إلى حرائق خطيرة، خاصة إذا استُخدمت في أماكن غير مناسبة.
• الموقف القانوني: في العديد من الدول، تُحظر تجارة المفرقعات أو استخدامها دون ترخيص، نظرًا للمخاطر الأمنية والصحية التي تترتب عليها.
رأي دار الإفتاء المصرية
أكدت دار الإفتاء المصرية أن التجارة في المفرقعات التي تسبب ضررًا محرم شرعًا، لأن الضرر العام يُقدم على المصلحة الشخصية. كما أن إهدار المال فيما لا يفيد يُعد من صور التبذير المنهي عنه في الإسلام، حيث قال الله تعالى: “إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ” (الإسراء: 27).
ويستدل بذلك:
• بيع المفرقعات واستعمالها محرم إذا كانت تسبب ضررًا أو تؤدي إلى فوضى.
• إذا استُخدمت بشكل آمن، فهي مكروهة بسبب التبذير.
• القوانين تمنع تداولها دون تصريح لحماية المجتمع من مخاطرها.
فينبغي على المسلمين تجنب شراء أو استخدام المفرقعات حفاظًا على الأمن والسلامة، واستبدالها بوسائل احتفال آمنة تعبر عن الفرح دون أذى للآخرين