بعد جدل "ما تراه ليس كما يبدو".. أزهري: الطلاق الغيابي ظلم وضرر بالمرأة |خاص

أثار مسلسل “ما تراه ليس كما يبدو” جدلا واسعا بعد أن تناول قضية الطلاق الغيابي وما يتعرض له بعض النساء من ظلم نتيجة استغلال الرجل لحقه في إنهاء العلاقة الزوجية دون علمها أو حضورها.
الطلاق الغيابي ظلم وضرر بالمرأة
وفي تعليق له، أكد الشيخ سالم عبد الجليل، من علماء الأزهر الشريف، أن الطلاق الغيابي من حيث الجانب الشرعي يقع إذا استوفى شروطه وأركانه، لكنه يظل تصرفًا يحمل كثيرًا من صور الظلم والإضرار بالمرأة إذا استُخدم بغير حق.
وأضاف أن الشريعة الإسلامية دعت إلى أن يتم الطلاق بحضور الزوجين أمام المأذون حفاظًا على الحقوق وصونًا للكرامة الإنسانية.
وأوضح عبد الجليل في تصريح خاص لـ " نيوز رووم " أن استغلال مشاعر المرأة أو تهديدها نفسيًا لا يمت للإسلام بصلة، معتبرًا أن مثل هذه الممارسات تدخل في باب الظلم الذي حذرت منه الشريعة، وأن العلاقة الزوجية قائمة في الأصل على المودة والرحمة لا على الإكراه والتلاعب العاطفي، مؤكدًا أن عليه أن يرد لها ما أخذ منها، تمامًا كما يجب رد المهر عند الانفصال إذا كان الطلاق بغير سبب من جهتها.
وأشار إلى أن الشريعة الإسلامية قامت على مبدأ “لا ضرر ولا ضرار”.
الطلاق الغيابي يثير الجدل بعد حكاية هند
تدور أحداث حكاية هند حول تجربة مؤلمة لفتاة تجد نفسها مطلقة دون علمها، حيث اتخذ الزوج قرار الطلاق غيابياً، ليظهر الصراع النفسي الذي يعيشه الشخص في مثل هذه الظروف، إذ تكتشف هند أن حياتها التي كانت تظنها مستقرة قد تحطمت، بينما هي لا تزال تعيش في وهم من العلاقة، وهذا يعكس المعاناة التي تواجهها الكثير من النساء في المجتمع.
"هن لباس لكم".. فتوى الإفتاء المصرية تكشف سر العلاقة العميقة بين الزوجين
أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى جديدة تُفسر المعنى العميق وراء قوله تعالى في سورة البقرة:﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ [البقرة: 187]، حيث أجاب عن هذا التساؤل الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق، مؤكدًا أن هذه الآية تُجسّد جوهر العلاقة الزوجية في الإسلام، بما تحمله من معاني الرحمة والمودة والسكن.
الزواج في الإسلام.. علاقة قائمة على الرحمة والمودة
في بيان الدكتور شوقي علام، أوضحت دار الإفتاء أن الزواج في الإسلام ليس مجرد عقد اجتماعي، بل هو ميثاق غليظ قائم على السكينة والمودة، كما ورد في قوله تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].
اللباس: رمز للعلاقة الحميمية والسكن والستر
فسر المفتي السابق الآية بأن تشبيه الزوجين باللباس يحمل عدة معانٍ راقية:
- اللباس كناية عن القرب الجسدي والروحي، فالزوجان يتعانقان ويقتربان من بعضهما كما يلامس اللباس الجسد.
- اللباس رمز للستر؛ كل من الزوجين يستر الآخر من الوقوع في المحرمات، كما في الحديث الشريف: "من تزوج فقد أحرز ثلثي دينه".
- اللباس دلالة على الخصوصية؛ كما يختص الإنسان بلباسه، يختص كلا الزوجين ببعضهما.
- اللباس حماية وسَكن؛ فالزوجة توفر للرجل بيئة مستقرة آمنة، تمامًا كما يحمي اللباس الجسد من الحر والبرد.
رأي العلماء: معانٍ متعددة تجمع بين الجسد والروح
اعتمدت الفتوى على أقوال كبار المفسرين مثل الإمام الطبري والفخر الرازي، اللذين أشارا إلى أن هذه الآية الكريمة تربط بين الجسد والروح في العلاقة الزوجية، موضحين أن اللباس في القرآن لا يرمز فقط إلى التلاصق الجسدي، بل أيضًا إلى الأمان النفسي والسكن العاطفي الذي يجده كل طرف في الآخر.
خلاصة الفتوى: الزواج شراكة إنسانية راقية تستحق التأمل
أوضحت دار الإفتاء المصرية في بيانها أن العلاقة بين الزوجين في الإسلام علاقة تكاملية، تُبنى على الاحترام والمودة، ولا مجال فيها للندية أو التسلط.
الزوج لباس لزوجته، وهي لباس له، بما يعنيه ذلك من ستر، وسكن، ومشاركة وجدانية وجسدية وإنسانية متكاملة.