عاجل

سنة أم بدعة؟.. 5 أدلة شرعية على جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

المولد النبوي
المولد النبوي

هل الاحتفال بالمولد النبوي سنة أم بدعة؟، سؤال نوضح بيانه من خلال التقرير التالي، حيث الاحتفال بالمولد النبوي مستحب وحسن؛ لأن فيه تعظيماً وتوقيراً لقدر النبي وإظهارا للفرح والاستبشار بمولده الشريف، وهو مما أشار إليه الرسول بقوله: «مَنْ سَن في الْإِسْلَامِ سُنَةٌ حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شيء» رواه مسلم.

موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025

أعلنت الحكومة المصرية أن يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، الموافق 12 ربيع الأول 1447 هـ، سيكون إجازة رسمية مدفوعة الأجر بمناسبة المولد النبوي الشريف، للعاملين في القطاعين العام والخاص، ويحرص المواطنون على الاستفادة من هذه الإجازة للاحتفال بالمولد النبوي، وزيارة الأقارب، والمشاركة في الفعاليات الدينية والثقافية التي تنظم في المساجد والمراكز الإسلامية.

الاحتفال بمولد الرسول

تقول دار الإفتاء المصرية إن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم هو الاحتفاء به, والاحتفاء به أمر مقطوع بمشروعيته, لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى, وقد درج سلفنا الصالح منذ القرنين الرابع والخامس الهجريين على الاحتفال بمولد الرسول صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح.

الدليل على أن الاحتفال بالمولد النبوي أمر مستحب وحسن

تقول دار الإفتاء الأردنية إن هنالك أدلة كثيرة استند إليها العلماء في مشروعية الاحتفال بهذا اليوم العظيم، منها: أولاً : قول الله تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ ما يجمعُونَ ﴾ [يونس: ٥٨)، قال ابن عباس : (فضل الله): العلم، و(رحمته): محمد . ومما يؤكد هذا التفسير أن الله تعالى وصف نبيه سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام بالرحمة، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: ۱۰۷]. انظر: «الدر المنثور » للسيوطي.

ثانيا: عن أبي قتادة الأنصاري الله قال: سئل النبي الله عن صوم يوم الاثنين، فقال: (ذَاكَ يَوْمَ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمُ بُعِثْتُ أَوْ أُنزِلَ عَلَى فِيهِ) رواه مسلم (رقم ۱۹۷)، ووجه الاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم عظم اليوم الذي ولد فيه عليه الصلاة والسلام لما وقع فيه من ولادته عليه الصلاة والسلام وبعثته وتنزيله، فلو لم يكن ذلك فرحاً منه بمولده لما خصه بهذا الفضل، فتثبت الخصوصية لهذا اليوم بنص الحديث الشريف، فيكون أصلاً في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

ثالثا: الاحتفال بمولد سيد الخلق مظهر من مظاهر التكريم للنبي ، ومظهر من مظاهر الفرح به وتوقيره عليه الصلاة والسلام، وتكريم النبي وتوقيره مأمور به، قال سبحانه: لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوقُرُوهُ وتسموه بكرة وأصيلا ) [الفتح: 1).

رابعاً: استدل العلماء على فضيلة عمل المولد النبوي الشريف والاحتفال به بحديث عاشوراء الذي رواه الإمام البخاري: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟»، قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: «فأنا أحق بموسى منكم» ، فصامه، وأمر بصيامه.

ووجه الاستدلال بالحديث الشريف أن النبي أمر بصيام عاشوراء فرحا بما فيه من نعمة نجاة سيدنا موسى عليه السلام، فكذلك نحن نحتفل بيوم المولد احتفالاً بنعمة ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استدل شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني بهذا الحديث على جواز عمل المولد.

جاء في الحاوي للفتاوى: وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد، فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا، قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى»، فيستفاد منه فعل الشكر الله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر الله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم؟».

خامسا: قول الله تعالى: ﴿ وَذَكَرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ ﴾ [إبراهيم: 5]، أي: بنعم الله عليهم، كما فسره كثير من مفسري الصحابة والتابعين، كابن عباس ومجاهد وقتادة.

ووجه الاستشهاد بالآية الكريمة: أن ولادة النبي هي النعمة العظمى والمنة الكبرى على العالم كله، ولا يشك مسلم في ذلك، فالاحتفال بيوم المولد هو من باب الامتثال لأمر الله تعالى بتذكر نعمه وآلائه وأيامه التي امتن الله تعالى بالإنعام فيها على العالمين.

تم نسخ الرابط