المولد النبوي الشريف.. 4 أمور شرعية تجعل محبة النبي في الفرح بمولده

تزداد الفرحة بـ المولد النبوي الشريف، والذي يوافق يوم الخميس المقبل، ومع قول البعض بأن المولد النبوي بدعة وأن محبة سيدنا النبي في اتباعه فقط نوضح أمور شرعية تجعل الفرح بالمولد النبوي الشريف مباحا.
المولد النبوي الشريف.. هل محبة سيدنا النبي في اتباعه فقط؟
يقول الدكتور هاني تمام عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر: يظن بعض الناس أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي مجرد اتباعه فقط في كل ما أمر به أو نهى عنه، ويربطون الحب بالاتباع فقط يقولون: لن تكون محبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا كنت متبعا له، وهذا خطأ، للآتي:
أولا: لأننا غير معصومين وكثير منا يخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من الأشياء التي أمرنا بها أو نهانا عنها، فلو أن مقياس المحبة هو الاتباع فقط لخرج بذلك كثير من عموم المسلمين من محبتهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولضاق الأمر علينا.
ثانيا: المحبة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أساس الاتباع له يعني نحن نتبع رسول الله لأننا نحبه فالمحبة هي التي تحركنا لاتباعه، والاتباع أساسه الحب، فلولا وجود المحبة لما اتبعناه ولو اتبعناه من غير محبة لما نفعنا هذا الاتباع، وهذا حال المنافقين فقد كانوا يتبعون رسول الله ويصلون معه ويجاهدون معه، ولكنهم لم يحبوه فخابوا وخسروا وحبطت أعمالهم.
وقال: إذن محبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست في مجرد اتباعه في كل أوامره ونواهيه بل هي ميل قلبي وتعلق به يحملنا على فعل ما أمرنا به أو نهانا عنه بكل حب.
ثالثا: جعل النبي صلى الله عليه وسلم المقياس الحقيقي للإيمان بالله محبته صلى الله عليه وسلم وتقديمها على محبة أي شيئ فقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
رابعا: أُتِيَ بِابْنِ النُّعَيْمَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا، أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعٍ، فَجَلَدَهُ فِي كُلَّ ذَلِكَ، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يَشْرَبُ، وَمَا أَكْثَرَ مَا يُجْلَدُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَلْعَنْهُ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» ففي هذا الحديث الشريف نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن هذا الرجل مع كونه مخالفا لله ورسوله وشهد له بحبه لله ورسوله، فلو كانت المحبة تعني الاتباع لما شهد له النبي بذلك لأنه قد خالف النبي وشرب الخمر..
وشدد: إذن ينبغي علينا أن نحب رسول الله ونعظمه ونوقره ولو قصرنا في اتباعه فهذه المحبة تجبر نقص عدم اتباعنا له إن شاء الله وليس العكس، فلو اتبعناه ولم نحبه الحب المطلوب فهذا الاتباع لن يجبر النقص الذي حدث بعدم محبته، مؤكدا: فلنجعل في قلوبنا شوقا وحنينا إلى حبيبنا ولنكن دائما متعلقين به، ولنفرح بميلاده الشريف.
واختتم بالدعاء: اللهم صل على سيدنا رسول الله وارزقنا محبته والشوق إليه والتعلق به.