هل تتراجع الدول التي تنوي الاعتراف بدولة فلسطين بسبب الضغوط الأمريكية؟

أوضح الدكتور رمضان أبو جزر مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، أن استمرار الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على الدول الأوروبية قد يؤدي إلى تراجع أو تأجيل بعض قرارات الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن فرنسا، على سبيل المثال، قد تعيد النظر في موقفها بناءً على مستجدات سياسية أو ضغوط اقتصادية.
العلاقة بين ملف فلسطين والحرب الروسية الأوكرانية
أشار خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن الولايات المتحدة تستخدم ملفات دولية مثل الحرب الروسية الأوكرانية كورقة ضغط على الأوروبيين، من خلال التأثير على العلاقات الثنائية أو الإجراءات الاقتصادية، وهو ما ظهر جلياً بعد قمة بوتين–ترامب في ألاسكا، حيث لوحظ تراجع في المواقف الأوروبية تجاه قضايا الشرق الأوسط.
ونوه أبو جزر إلى أن الولايات المتحدة، بصفتها اللاعب المركزي في المشهد الدولي، تسعى للحفاظ على مصالحها ومصالح إسرائيل بشكل متوازٍ، حتى لو تطلب الأمر الضغط على حلفائها الأوروبيين أو العرب، مؤكداً أن الدول لن تغامر بمصالحها الاستراتيجية في مواجهة هذه الضغوط.
قرارات أمريكية قد تهدد عملية السلام بالكامل
أكد أن قرار الإدارة الأمريكية بمنع منح تأشيرات لوفد منظمة التحرير الفلسطينية قد يكون مقدمة لقرارات أكثر خطورة، مثل إدراج المنظمة على القوائم السوداء، وهو ما قد يؤدي إلى خفض مستوى العلاقات مع السلطة الفلسطينية ويهدد عملية السلام في الشرق الأوسط برمتها.
من جانبه، كشف الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية يواجه تحديات هائلة نتيجة مخططات التهجير وبناء المستوطنات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية الكبرى تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء.
نتيجة مخططات التهجير
وأوضح "صافي"، خلال لقاءه في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن التركيز على أحداث غزة فقط يصرف الأنظار عن الصورة الأكبر للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن خطة إسرائيل لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة مستمرة منذ عام 1967، معتبراً أن حل الدولتين أصبح شبه مستحيل في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتدمير المخيمات الفلسطينية وتهجير السكان بشكل ممنهج.
العدوان وانشغال العالم
وأكد "صافي" أن إسرائيل استغلت عدوان 7 أكتوبر وانشغال المجتمع الدولي بما يحدث في غزة لتكثيف أنشطتها الاستيطانية، موضحًا أن الجنوب أصبح منفصلًا عن الشمال، وأن العديد من المخيمات الفلسطينية التاريخية دمرت، بما في ذلك مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم، ما أدى إلى تهجير أكثر من 80 ألف فلسطيني.