ماهر صافي: إسرائيل تستخدم ملف الأسرى ذريعة لتصفية القضية الفلسطينية |فيديو

أكد الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يبحث عن تحرير الأسرى كما يزعم، وإنما يوظف هذا الملف كذريعة استراتيجية للقضاء على القضية الفلسطينية برمتها، وتحويل الصراع من قضية تحرر وحقوق وطنية إلى ذريعة أمنية تُستغل لتبرير القتل والدمار.
ملف الأسرى حجة عسكرية
أوضح "صافي"، في حوار تحليلي معمق ضمن برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن الاحتلال يعلم جيدًا أماكن الأسرى داخل قطاع غزة، ولديه القدرة التكنولوجية والاستخباراتية للوصول إليهم إذا أراد، لكن هدفه الحقيقي يتجاوز ذلك بكثير، مضيفًا: "الأسرى ورقة إسرائيلية وليست قضية إنسانية، هي ذريعة لتدمير غزة ومسح كلمة فلسطين من الخريطة".
وأشار إلى أن الخطاب الإسرائيلي حول "العملية البرية" و"توسيع الهجوم" ليس سوى فرصة ذهبية لنتنياهو وقيادته لفرض الاحتلال الكامل على غزة، مؤكدًا أن هذه السياسة ليست مرتبطة بالأسرى، بل بمشروع سياسي استيطاني طويل الأمد.
تضليل وخطاب مزيف
وحول ما يروّج عن وجود خلافات بين المستويين السياسي والعسكري داخل إسرائيل بشأن إدارة الحرب، أكد ماهر صافي أن هذا مجرد تضليل إعلامي فالحقيقة على الأرض تكشف أن الجيش والحكومة يسيران معًا في مشروع واحد يقوم على استهداف المدنيين، وتوسيع نطاق القتل لتحقيق سياسة "الأرض المحروقة".
وأضاف أن تصريحات قادة الاحتلال عن "خلافات في الرؤى" تهدف إلى تلميع صورة إسرائيل أمام الغرب، وإظهارها كدولة ديمقراطية تناقش قراراتها، بينما الواقع يكشف وحدة الهدف: القضاء على أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، وتفريغ غزة من سكانها.
مأساة غير مسبوقة في غزة
استعرض ماهر صافي حجم الكارثة الإنسانية في غزة، مشيرًا إلى أن القطاع بات منكوبًا بالكامل فعدد الشهداء تجاوز 6 آلاف حتى الآن، بخلاف آلاف المفقودين تحت الأنقاض أو الذين لم يُعرف مصيرهم، ذكرًا أن هناك آلاف الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما، إلى جانب تزايد أعداد المصابين بإعاقات دائمة أو حالات شلل بسبب القصف.
وأكد أن الأمم المتحدة نفسها اعترفت مؤخرًا بوجود مجاعة حقيقية في قطاع غزة، بعد أن أصبح السكان بلا غذاء كافٍ، ولا ماء صالح للشرب، ولا أدوية لكن، ورغم هذه التقارير الدولية المقلقة، لم يتحرك المجتمع الدولي بجدية لإنقاذ الفلسطينيين.
بين التعاطف والتقاعس
ولفت "صافي" إلى أن الحديث المتزايد عن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية" من بعض الدول الأوروبية ليس سوى محاولة لتسكين الرأي العام العالمي، بينما الواقع يشهد استمرار المأساة، قائًلا: "التعاطف جميل، لكن الفلسطينيين لا يحتاجون إلى بيانات، بل إلى تحرك عملي لإيصال الغذاء والدواء والماء".
وتساءل ماهر صافي: إذا كانت الدول العظمى جادة فعلًا، فهل من الصعب إيصال مساعدات إنسانية إلى مليونين ونصف فلسطيني محاصرين؟ مؤكداً أن ما يمنع ذلك هو خضوع العالم للسياسات الإسرائيلية والهيمنة الأمريكية.
الولايات المتحدة والرهان
انتقد بشدة الموقف الأمريكي، معتبرًا أن واشنطن أصبحت رهينة للحركة الصهيونية واللوبي الإسرائيلي داخل الكونغرس، وهو ما يجعل قراراتها متحيزة بالكامل لتل أبيب، موضحًا أن الإدارة الأمريكية لا تتحرك إلا وفق ما تريده إسرائيل، سواء في إدخال المساعدات أو في وقف إطلاق النار.
وبين "صافي" أن العالم بأسره، بما في ذلك المؤسسات الأممية، أصبح أسيرًا للقرار الإسرائيلي، وأن أي تحرك دولي حقيقي مرهون بمدى استعداد تل أبيب للسماح به وهذا يعني أن مصير ملايين الفلسطينيين أصبح مرهونًا بإرادة حكومة نتنياهو المتطرفة، وهو ما يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية.

هدف الأسرى أم فلسطين؟
اختتم الدكتور ماهر صافي حديثه بالتأكيد على أن الهدف الأساسي لإسرائيل ليس إنقاذ الأسرى كما تروج، بل تصفية القضية الفلسطينية، قائًلا: "الملف الإنساني مجرد غطاء لعملية إبادة، وما يجري اليوم في غزة أكبر من معركة عسكرية، إنه مشروع لإنهاء فلسطين كشعب وقضية"، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني سيظل صامدًا رغم كل المجازر، وأن أي محاولة لطمس الهوية الوطنية مصيرها الفشل.