ماهر صافي: المخططات الإسرائيلية تهدد تحقيق حلم الدولة الفلسطينية |فيديو

كشف الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية يواجه تحديات هائلة نتيجة مخططات التهجير وبناء المستوطنات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية الكبرى تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء.
نتيجة مخططات التهجير
وأوضح "صافي"، خلال لقاءه في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن التركيز على أحداث غزة فقط يصرف الأنظار عن الصورة الأكبر للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن خطة إسرائيل لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة مستمرة منذ عام 1967، معتبراً أن حل الدولتين أصبح شبه مستحيل في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتدمير المخيمات الفلسطينية وتهجير السكان بشكل ممنهج.
العدوان وانشغال العالم
وأكد "صافي" أن إسرائيل استغلت عدوان 7 أكتوبر وانشغال المجتمع الدولي بما يحدث في غزة لتكثيف أنشطتها الاستيطانية، موضحًا أن الجنوب أصبح منفصلًا عن الشمال، وأن العديد من المخيمات الفلسطينية التاريخية دمرت، بما في ذلك مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم، ما أدى إلى تهجير أكثر من 80 ألف فلسطيني.
مشيرا إلى أن الهجمات المستمرة من المستوطنين على المزارع والقرى تهدف إلى الضغط على السكان الفلسطينيين، لافتًا إلى غياب دور فعال للمجتمع الدولي في وقف هذه الممارسات والانتهاكات المستمرة.
دولة فلسطينية تحت التهديد
وأوضح أن جهود إسرائيل لإيهام العالم بأنها تسعى للاعتراف بالدولة الفلسطينية مجرد "جهود وهمية"، مؤكدًا أن الواقع على الأرض مختلف تمامًا، حيث تم تدمير أكثر من 90% من قطاع غزة، وتقليص مساحة الضفة الغربية إلى كانتونات صغيرة، مع انتشار أكثر من 1000 حاجز إسرائيلي بعد 7 أكتوبر، ما يقوض إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأشار "صافي" إلى أن المفاوضات السابقة، مثل مفاوضات أوسلو وما تلاها، لم تغير شيئًا في واقع الضفة الغربية والقدس، في ظل استمرار الاستيطان المستمر منذ عقود، واعتبار المسجد الأقصى نقطة حساسة لم يجد لها المجتمع الدولي حلولاً فعالة.
استمرار المجاعة في غزة
أكد ماهر صافي أن الوضع في قطاع غزة وصل إلى مرحلة كارثية، حيث أعلنت الأمم المتحدة عن مجاعة حقيقية، بينما يظل تحرك المجتمع الدولي محدودًا جدًا، موضحًا أن الهجمات الإسرائيلية على السكان والمزارع والممتلكات مستمرة يوميًا، سواء في شمال أو وسط أو جنوب غزة، بما يعكس نهجًا ممنهجًا لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأشار إلى أن هذه السياسة لا تقتصر على العنف المباشر، بل تشمل أيضًا استهداف البنية التحتية والمخيمات التاريخية، في محاولة لتفتيت المجتمع الفلسطيني وطمس هويته على الأرض.

مخطط التهجير والمستوطنات
واختتم ماهر صافي بالتأكيد على أن بناء المستوطنات الإسرائيلية يتم بشكل مستمر ومتواصل، سواء كانت مستوطنات أفقية أو رأسية، بهدف ابتلاع أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية، فضًلا عن أن المستوطنين لم يتوقفوا يومًا عن مهاجمة السكان الفلسطينيين، بما في ذلك حرق المنازل والمزارع والمواشي والسيارات، بهدف تهجير الشعب الفلسطيني إلى مناطق مجهولة خارج أرضه.
وشدد على أن هذا المخطط، الذي بدأ منذ عقود، يهدف إلى تحقيق السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية، مشددًا على أن التحدي الأكبر يكمن في مواجهة هذه السياسات مع استمرار صمت المجتمع الدولي وعدم تحركه بشكل جدي وفاعل.