هل تغيب فلسطين عن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد قرار أمريكا؟

أوضحت مصادر دبلوماسية أن فرنسا تستعد للإعلان عن اعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر حل الدولتين الذي تنظمه الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها القادمة، والمتوقع انعقاده خلال ثلاثة أسابيع، وتُعد هذه الخطوة تطوراً تاريخياً في مسار القضية الفلسطينية، رغم ما يحيط بها من تعقيدات سياسية، بحسب تقرير ذكرته قناة القاهرة الإخبارية.
واشنطن تلغي تأشيرات الوفد الفلسطيني
وأشار مراقبون إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو رابيو قرر إلغاء تأشيرات دخول الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وعدد من المسؤولين في السلطة الفلسطينية، ما يعني غياب الوفد الفلسطيني عن المؤتمر، رغم أهميته السياسية والرمزية.
ونوهت الرئاسة الفلسطينية، في بيان رسمي، إلى أن القرار الأمريكي يتعارض مع القانون الدولي واتفاقية المقر، خاصة وأن دولة فلسطين تتمتع بوضع "عضو مراقب" في الأمم المتحدة، وطالبت الإدارة الأمريكية بإعادة النظر في القرار والتراجع عنه فوراً.
الأمم المتحدة تدعو لحضور فلسطيني.. وإسرائيل تعتبر القرار "شجاعاً"
من جانبه، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، على ضرورة حضور ممثلي السلطة الفلسطينية في المؤتمر، مشدداً على أهمية التمثيل الفلسطيني في أي نقاش يتعلق بحل الدولتين.
في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن قرار واشنطن بإلغاء تأشيرات الوفد الفلسطيني يمثل "مبادرة شجاعة"، في موقف يعكس الانقسام الحاد بين الأطراف المعنية بالقضية.
تساؤلات حول جدوى الاعتراف الفرنسي
وسط هذا المشهد المتشابك، يطرح مراقبون تساؤلات جوهرية حول كيفية إعلان فرنسا اعترافها بالدولة الفلسطينية في ظل غياب ممثليها عن المؤتمر، وهو ما يُعد مفارقة سياسية تُلقي بظلالها على مصداقية العملية الدبلوماسية برمتها.
من جانبه، كشف الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية يواجه تحديات هائلة نتيجة مخططات التهجير وبناء المستوطنات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية الكبرى تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء.
نتيجة مخططات التهجير
وأوضح "صافي"، خلال لقاءه في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن التركيز على أحداث غزة فقط يصرف الأنظار عن الصورة الأكبر للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن خطة إسرائيل لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة مستمرة منذ عام 1967، معتبراً أن حل الدولتين أصبح شبه مستحيل في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتدمير المخيمات الفلسطينية وتهجير السكان بشكل ممنهج.