ما حكم نشر الأشخاص تفاصيل حياتهم الخاصة على مواقع التواصل؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن قيام “اليوتيوبرز” بعرض ونشر مقاطع من حياتهم الشخصية أو من خصوصيات أسرهم بغرض جذب المشاهدات والتفاعل، إن اشتملت على أمور يُستنكَر كشفها أو تُعد من العيوب التي لا ينبغي إظهارها؛ كان ذلك محرمًا شرعًا، ويُعَد كذلك جريمة يعاقب عليها القانون، لما فيه من نشر للفواحش وإشاعة للمنكر في المجتمع.
أما إذا كان ما يُعرض من الأمور المباحة التي لا حرج في اطلاع الناس عليها؛ فلا مانع شرعًا من نشره وبثه
معنى “اليوتيوبرز”
كلمة يوتيوبرز (Youtubers) مصطلح حديث يُطلَق على صُنّاع المحتوى المرئي عبر منصة “يوتيوب”. ويزداد انتشار اليوتيوبر كلما تميز محتواه من حيث الفكرة وجودة الإخراج وملاءمته للجمهور المستهدف. وقد تحوّل هذا النشاط بالنسبة للبعض إلى مهنة تدرّ دخلًا كبيرًا بفضل التفاعل الذي يحصلون عليه من المتابعين عبر التعليقات والإعجابات والمشاركات.
حكم نشر تفاصيل الحياة الخاصة على المنصات
من الظواهر الملحوظة بين بعض اليوتيوبرز: نشر تفاصيل حياتهم اليومية والعائلية؛ مثل: أماكن الجلوس في المنزل، لحظات الطعام والشراب، مواعيد النوم والاستيقاظ، بل وحتى تصوير الأطفال أو بعض الخصوصيات التي لا يُناسب كشفها.
ويُفرَّق في هذا بين حالين:
1. أمور مباحة لا حرج في معرفتها:
مثل عرض البيت من الخارج أو إظهار المظهر الشخصي أو نوع السيارة، وهي أمور لا يُستنكَر كشفها ولا تُعَد مسيئة. بل قد تكون نوعًا من التحدث بنعم الله، لقوله تعالى:
﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11].
2. أمور لا يجوز كشفها:
كإظهار ما يُعاب به الشخص أو يُستنكر نشره أمام الناس، ونشره بهدف زيادة المشاهدات والتفاعل يعدّ أمرًا محرّمًا؛ لأنه يدخل في باب إشاعة الفاحشة في المجتمع. وقد حذّر الله تعالى من ذلك بقوله:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾ [النور: 19].
خطورة إشاعة الفاحشة
الإسلام ساوى بين من يفعل الفاحشة ومن يشيعها في الإثم، لما يترتب على ذلك من آثار خطيرة على المجتمع. فقد قال عليٌّ رضي الله عنه: “القائل الفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء”. كما جاء في الحديث الشريف:
«وأيُّما رجلٍ أشاع على رجلٍ مسلم كلمةً وهو منها بريء… كان حقًّا على الله أن يُدنيه يوم القيامة في النار» (رواه الطبراني).
كما أن كشف الأسرار والخصوصيات يخالف توجيه الشرع بالستر، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة» (رواه مسلم)