عاجل

بعد سنوات من التشويه .. "الإخوان" يسعون للمصالحة وخبراء: "أبواق مأجورة"

الإخوان
الإخوان

عادت قضية الحوار بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين إلى الواجهة مرة أخرى، بعدما أبدى عدد من قيادات الجماعة المحظورة رغبتهم في فتح صفحة جديدة لتخفيف حدة التوتر السياسي خلال السنوات الأخيرة.

وأثارت هذه الدعوات تساؤلات عديدة حول خلفيات هذا القرار وتوقيته، في ظل ما تشهده الجماعة من انقسامات وتراجع حضورها الإقليمي والدولي، حيث تم حظرها رسميًا في الأردن مؤخرًا، وتناقش إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمر ذاته، ويبدو قرار تصنيفها "إرهابية" بات قريبًا من التنفيذ خلال ولايته الثانية.

معارضون وقيادات إخوانية يرغبون في الحوار مع الدولة

وفي الوقت الذي تتراجع فيه أسهم الجماعة على مستوى العالم، خرج معارضون وقياديون في الإخوان، وأكدوا عبر "الشرق الأوسط"، أن الظروف مواتية للمصالحة مع الدولة، وشددوا على استعداداهم للمشاركة في أي حوار حقيقي والمشاركة في أي جهد لتحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية.

وأكد مؤسس ورئيس حزب "غد الثورة"، أيمن نور ورئيس "البرلمان المصري في الخارج"، القيادي الإخواني محمد عماد صابر، المقيمان حاليًا في تركيا، أن الجماعة مستعدة لإجراء حوار وطني حقيقي يتضمن معالجة قضايا مثل المعتقلين والوضع السياسي والاقتصادي من وجهة نظرهم.

باشا يؤكد: محاولة لا تخلو من ركاكة في التوقيت

وتعليقًا على رغبة القيادات الإخوانية في الحوار، قال الكاتب الصحفي أحمد باشا في تصريحات خاصة لموقع “نيوز رووم”: "من جديد يطل علينا بعض فلول “الإخوان” وما يُعرف بالمعارضة في الخارج بمحاولة بائسة لإعادة تدوير خطابهم المستهلك، والدعوة إلى "حوار مع الدولة المصرية".

ولفت إلى أن هذا الأمر ليس سوى محاولة لا تخلو من ركاكة ولا من خبثٍ في التوقيت، إذ يتوهم هؤلاء أنهم قادرون على إحراج النظام المصري أو الضغط عليه في لحظة إقليمية مشحونة بالمتغيرات، ليجدوا لأنفسهم موطئ قدم في مشهد سياسي أغلق أبوابه في وجوههم منذ أن لفظهم الشعب في 30 يونيو.

وأضاف: "الحقيقة أن هذه الدعوات ليست إلا مسرحية من مسرحيات توزيع الأدوار التي اعتادت الجماعة على أدائها: فريق يطل من شاشات الخارج بوجه “المعارضة المدنية”، وفريق آخر يتخفى في عباءة “الوساطة” أو “المراجعات الفكرية”، بينما يظل الجوهر واحدًا: مشروع إخواني لم يتوقف عن تغذية العنف، ولم يبدُ يومًا نية صادقة في الاعتذار للشعب الذي أذاقه مرارة الفوضى والانقسام".

أيمن نور ومن هم على شاكلته أبواق مأجورة

ونوه "باشا"، إلى أن أسماء مثل أيمن نور ومن هم على شاكلته ليست سوى أبواق مأجورة، توظَّف لتجميل صورة تنظيم أثبتت الأيام أنه لا يعيش إلا على الدم والفتنة، وتساءل: "فهل يُعقل أن يُصدّق المصريون أن هؤلاء فجأة قد تحوّلوا إلى دعاة سلم وحوار؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه محاولة للهروب من العزلة السياسية والضائقة المادية التي تضرب صفوفهم في الخارج؟".

الموقف المصري واضح وثابت

وشدد أحمد باشا على أن الموقف المصري واضح وثابت، وهو:

  • لا صلح مع من تلوثت أيديهم بالعنف.
  • لا عودة لجماعة لفظها الشعب.
  • لا مكان في المعادلة الوطنية إلا لمن التزم بالدستور والقانون واحترم مؤسسات الدولة.

وتابع: "مصر قيادة وشعبًا لم تنسَ مشاهد الدم التي سقطت جراء تحريض الجماعة وأذرعها الإعلامية، ولم تغفر محاولات تقويض الدولة ومؤسساتها عبر بوابة الفوضى والإرهاب. ومن ثم فإن أي دعوة للحوار مع هؤلاء ليست سوى خديعة جديدة، يراد منها الالتفاف على إرادة المصريين التي حسمت أمرها منذ سنوات".

وواصل "باشا": "من يتوهّم أن مصر يمكن أن تُبتز أو تُحرج بهذه المناورات، لا يعرف شيئًا عن صلابة الدولة المصرية، ولا عن الوعي الجمعي لشعب بات يدرك تمامًا أن المعركة ليست مع أشخاص بعينهم، بل مع مشروع ظلامي يتخفى بألف وجه".

واختتم تصريحاته قائلًا: "لن تنطلي هذه الألاعيب على مصر، ولن تُفتح الأبواب لمن يريد اختطاف الدولة تحت ستار “المعارضة”؛ فالمصالحة الوحيدة التي يعترف بها المصريون هي المصالحة مع الوطن والدستور، أما جماعة العنف وأذرعها، فمكانها الطبيعي هو صفحات التاريخ المظلم وغياهب السجون".

أحمد بان يتساءل: إلى أي جماعة تتحدث الدولة؟

في السياق ذاته، قال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أحمد بان، "عند الدعوة للحوار، عندما تتحدث الدولة مع جماعة الإخوان فمن المقصود بجماعة الإخوان؟، أي أنه يوجد دولة مصرية ورجالها وقيادة واحدة وخط واضح ولكن عندما نتحدث عن جماعة الإخوان فأي اتجاه نعني".

وتساءل في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، قائلًا: "هل نتحدث عن مجموعة صلاح عبد الحق أم مجموعة المكتب العام أم مجموعة قيادات السجون؟.. هناك أكثر من عنوان لجماعة الإخوان، فإلى أي عنون نتحدث؟".

مراجعة العديد من الأمور لإجراء الحوار

ولفت الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إلى أن قضية الحوار مع الدولة المصرية مرتبطة بأن تنخرط الجماعة في إجراء مراجعة جادة لمشروعها وأفكارها وأدبياتها وسلوكها السياسي وسلوكها العنيف أو المسلح خلال الفترة السابقة.

وأشار أحمد بان إلى ضرورة أن تُعلن جماعة الإخوان عن مراجعة جادة لهذه الأمور، ثم تعتذر عن ممارسة العنف وتتحدث عن طبيعة وجودها ودورها الجديد، هل هي حزب سياسي أم جماعة دعوية؟.

أهمية توضيح دور الجماعة قبل الحوار 

واختتم "بان" تصريحاته الخاصة، قائلًا: "يجب أن توضح الجماعة دورها لأنه لا يوجد دولة في العالم ولا يوجد نظام سياسي يقبل بوجود كيان موازي للدولة ينازعها في كل مهامها ووظائفها، وبالتالي ما لم تُحسم كل هذه الأمور فلا يمكن الحديث عن حوار حقيقي".

تم نسخ الرابط