عاجل

حكم قضاء الصلاة الجهرية دون الجهر بالقراءة.. دار الإفتاء توضح

الصلاة
الصلاة

أكدت دار الإفتاء المصرية على أن الصلاة المفروضة لا تسقط عن المكلف بأي حال من الأحوال، مشددة على وجوب قضاء أي صلاة فاتت عن المسلم، سواء كانت لأسباب مبررة أو غير مبررة. وجاء ذلك في ردها على سؤال حول حكم قضاء الصلاة الجهرية دون الجهر بالقراءة، موضحة أن الإسرار والجهر في الصلاة مرتبطان بوقت القضاء، وليسا من أركان الصلاة، وإنما هما من سننها المستحبة.

وأوضحت الإفتاء أن الشرع الشريف حث على المحافظة على الصلاة في أوقاتها، إذ جعل الله تعالى الصلاة فريضة على كل مسلم مكلَّف وحدد لها أوقاتاً مخصوصة، مؤكداً في القرآن الكريم: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]. كما أشاد المولى عز وجل بالمحافظين على الصلاة، وقال سبحانه: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ [المعارج: 19-23]، وحذر من التقصير فيها: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون: 4-5].

كيفية قضاء الصلوات الفائتة؟

وفيما يتعلق بوجوب قضاء الصلوات الفائتة، أشارت دار الإفتاء إلى حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا» (رواه مسلم)، مؤكدة على أن الفقهاء الأربعة اتفقوا على أن قضاء الصلاة واجب على المكلف فوراً سواء تركها عن عمد أو سهو.

وحول كيفية قضاء الصلاة الجهرية والفائتة، بينت الإفتاء أن الرأي المختار لدى دار الإفتاء هو الالتزام بوقت القضاء، أي: إذا كانت الصلاة التي فاتت جهرية وكان وقت القضاء وقت صلاة جهرية، فيجب الجهر بالقراءة، وإذا كان وقت القضاء سرّياً تُصلى سرّاً. وأكدت أن الإسرار والجهر في الصلاة من السنن التي يستحب المحافظة عليها، وأن تركهما لسهو أو نسيان لا يبطل الصلاة، ما دام المصلي محققاً لأركانها وشرائطها.

كما أوضحت الإفتاء الفرق بين الإسرار والجهر في الصلاة: فالإسرار يعني قراءة المصلي في نفسه بحيث يسمع نفسه فقط، أما الجهر فهو رفع الصوت بحيث يسمع نفسه ومن حوله. وأشارت إلى أن المحافظة على الجهر والإسرار تعكس الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنها ليست شرطاً لصحة الصلاة.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الصلاة الفائتة يجب قضاؤها فوراً، وأن على المكلف مراعاة وقت القضاء فيما يخص الجهر أو الإسرار، مؤكدة أن ذلك يضمن استيفاء حق الفريضة ويحقق الالتزام بالشريعة الإسلامية دون تحميل المصلّي أي حرج إذا لم يتمكن من الجهر في وقت غير مناسب.

وأضافت دار الإفتاء أن الالتزام بهذه القواعد يعكس فهم المسلم لسنن الصلاة وأهمية أدائها على الوجه الأكمل، مؤكدة أن الهدف هو تحقيق التوازن بين صحة الفريضة وحسن أدائها بما يرضي الله عز وجل.

تم نسخ الرابط