عاجل

لا إثم على القارئ.. دار الإفتاء: ردُّ قارئ القرآن للسلام مشروع

إلقاء السلام
إلقاء السلام

أكدت دار الإفتاء المصرية أن ردَّ قارئ القرآن على من يُلقي عليه السلام أمر مشروع، موضحة أن الفقهاء قد اختلفوا في حكمه بين الوجوب وعدمه، بما يجعل المسألة دائرة في إطار السَّعَة الشرعية، فلا إثم على القارئ إذا رد أو لم يرد، مع مراعاة الظروف المحيطة وحال المُسَلِّم.

دار الإفتاء: ردُّ قارئ القرآن للسلام مشروع

وأوضحت الدار أن السلام تحية إسلامية عظيمة منَّ الله تعالى بها على عباده، وأمرهم بنشرها بين الناس؛ لقوله سبحانه: ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور: 61]، مشيرة إلى حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما سُئل عن أفضل الإسلام فقال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» (متفق عليه).

وأضافت أن إلقاء السلام سنة مستحبة، بينما ردَّه واجب على المنفرد بنص القرآن الكريم: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]. لكن الفقهاء استثنوا بعض الحالات التي قد يُعذر فيها المسلم من الرد، ومنها حالة قارئ القرآن، حيث ينشغل بالتلاوة وقد يَحرج إذا قطع قراءته.

وبيّنت دار الإفتاء أن جمهور العلماء من الحنفية وبعض المالكية والشافعية والحنابلة ذهبوا إلى أن قارئ القرآن لا يجب عليه الرد على من يُسلم عليه، لا باللفظ ولا بالإشارة، لأنه في غير محلّه. بينما ذهب المالكية والشافعية في المعتمد إلى وجوب رد السلام على القارئ كغيره من المسلمين. في حين رأى فريق من الفقهاء -كالوَاحِدِي من الشافعية- أن القارئ يكفيه الرد بالإشارة، فإن رد باللفظ استأنف الاستعاذة ثم تابع القراءة.

وأكدت الدار أن هذه السعة الفقهية تتيح للقارئ أن يعمل بأي من الأقوال بلا إثم، لكن الأولى مراعاة حال المُسَلِّم، فإذا كان يعلم أن ترك الرد سيؤثر سلبًا على نفسه فالأفضل أن يرد ولو بالإشارة؛ جبرًا للخاطر، وحفاظًا على روح المودة وتعزيزًا لأواصر الأخوة.

واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن المقصد الشرعي من السلام هو إشاعة الألفة والمحبة بين المسلمين، استنادًا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» (رواه مسلم).

تم نسخ الرابط