عاجل

خبير أمريكي: تسريب وثائق قمة ترامب وبوتين لا يشكل اختراقاً أمنياً كبيراً

 ترامب وبوتين
ترامب وبوتين

أوضح  أحمد محارم، الكاتب والباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأمريكية، أن واقعة العثور على وثائق حساسة تتعلق بقمة ترامب وبوتين في أحد فنادق ولاية ألاسكا، لا تُعد اختراقًا أمنيًا خطيرًا، بل أقرب إلى "سوء تصرف بروتوكولي" قد يكون ناتجًا عن إهمال أحد أعضاء وفد وزارة الخارجية الأمريكية.

ماذا تضمنت الوثائق السرية؟

وأشار محارم، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الوثائق التي تم العثور عليها تضمنت جداول اجتماعات، وأرقام هواتف بعض الشخصيات المشاركة في القمة، لكنها لا تحتوي على معلومات سرية من الطراز العالي، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن مقيمًا في الفندق نفسه، ومن المرجح أن أحد موظفي وزارة الخارجية هو من ترك هذه الأوراق عن طريق الخطأ.

وأكد أن الواقعة كشفت عن "ثغرة إجرائية" في التعامل مع المستندات البروتوكولية، لكنها لا ترقى إلى مستوى التهديد الأمني الكبير، خصوصًا وأن أمن الفندق تواصل مع الوفد الأمريكي وسلمهم الوثائق فور العثور عليها.

 اللقاء المطول بين ترامب وبوتين

وفي سياق القمة نفسها، قال محارم إن اللقاء المطول بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي وصفه ترامب بـ"المثمر"، لم يسفر عن أي نتائج ملموسة بخصوص الحرب في أوكرانيا، وهو ما يكشف، برأيه، التناقض بين الأجواء الإيجابية إعلاميًا والواقع السياسي على الأرض.

ونوه إلى أن ما جرى في اللقاء كان بمثابة "جبل جليد"، ظهر منه القليل، بينما بقي الكثير غير معلن، مرجحًا أن ترامب تعمّد استخدام نبرة مجاملة واضحة تجاه بوتين، في محاولة لاستمالته بعيدًا عن تحالفه الاستراتيجي مع الصين، وهو ما أثار استياء الجانب الأوروبي، الذي يرى في هذا التوجه ابتعادًا عن روح حلف "الناتو" وتراجعًا عن التزامات واشنطن التقليدية تجاه الحلفاء.

 تسريب تفاصيل بروتوكولية إضافية

وحول تسريب تفاصيل بروتوكولية إضافية، مثل تقديم ترامب تمثال النصر الأمريكي لبوتين، وحتى تفاصيل وجبات القمة، أوضح محارم أن هذه التفاصيل قد تبدو ثانوية، لكنها تترك رسائل سياسية غير مباشرة، خصوصًا في توقيت حساس، إذ توحي بنوع من التقارب الشخصي والاستراتيجي بين الزعيمين.

وأشار إلى أن هذه المجاملات المفرطة قد تنعكس سلبًا على علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها الأوروبيين، موضحًا أن "المسافة التي خلقها ترامب بين واشنطن والناتو قد تُترجم لاحقًا إلى فتور في العلاقات السياسية، وربما الاقتصادية والأمنية أيضًا".

وفي ختام حديثه، أكد محارم أن نتائج القمة على المدى القريب والبعيد ستُراقَب عن كثب، خصوصًا في ضوء اللقاء المرتقب بين ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي، والذي قد يكشف المزيد من ملامح السياسة الأمريكية تجاه الحرب في أوكرانيا.

تم نسخ الرابط