باحث في الشؤون الروسية يكشف عن مخرجات قمة «ترامب وبوتين»

تحدث الدكتور محمود الأفندي، الباحث في الشؤون الروسية، عن قمة آلاسكا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، حيث أوضح في بداية حديثه أن هذه التساؤلات تأتي من السرية التامة التي أحيطت باللقاء، حيث كانت الأجندة التي تمت مناقشتها داخل الاجتماع غير معروفة، مما جعل الإعلام يعيش حالة من الهيستيريا.
تفاصيل الاتفاقية أو الأجندة بين الرئيسين
وأشار خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن روسيا كانت حريصة على عدم تسريب تفاصيل الاتفاقية أو الأجندة بين الرئيسين لتفادي أي تأثير من وسائل الإعلام، خاصة الأمريكية، مؤكدا أن الولايات المتحدة، والتي لا توافق على سياسات ترامب، كانت تسعى للإضرار بالاتفاقية عبر مؤسساتها الإعلامية.
وأضاف أن روسيا استطاعت إقناع الولايات المتحدة بأهمية حل النزاع من جذوره، وليس مجرد تجميد النزاع أو وقف إطلاق النار، وهو ما كان يتمسك به الغرب وأوكرانيا، مشيرا إلى أن ترامب قد صرح بشكل رسمي بأن "مسار السلام أفضل من وقف إطلاق النار"، وهو ما يمثل تحولاً كبيراً في المواقف، حيث أوضح أن هذه النتائج لا ترضي الكثير من المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة.
وعن النقاط الرئيسية التي خرجت بها القمة، قال دكتور محمود: "من أهم النتائج توقيع مذكرة تفاهم بين روسيا وأوكرانيا، حيث استطاعت روسيا إقناع الولايات المتحدة بحل النزاع بشكل جذري، وهو ما لم يكن متوقعاً، منوها إلى أن ترامب وضع الكرة الآن في ملعب الأوروبيين، مؤكداً أن الموافقة على هذه المذكرة من قبل أوكرانيا وأوروبا قد تفتح الطريق للسلام، لكن رفضهم سيعني استمرار الصراع مع روسيا.
المجاملات التي ظهرت بين الرئيسين
أوضح الدكتور محمود أن ترامب، بصفته رجل أعمال قبل أن يكون سياسياً، كان سريعاً في اتخاذ القرارات بمجرد اقتناعه، مما يفسر سرعة الاتفاق دون الحاجة لإطالة اللقاء.
وتعليقاً على اللقاء الصحفي بين ترامب وبوتين، قال إن المجاملات التي ظهرت بين الرئيسين كانت غير مسبوقة في العلاقات الأمريكية الروسية، مضيفاً "لم أر في حياتي مؤتمر صحفي مليئاً بالمجاملات الثنائية مثلما كان الحال في هذا اللقاء."
وفيما يتعلق بالدور الأوروبي، نوه الدكتور محمود إلى أن أوروبا حاولت التأثير في المعادلة، لكن هذا ليس سوى محاولات يائسة، موضحا أن أوروبا لم تعد تملك القوة الاقتصادية والعسكرية الكافية للضغط في هذه الأزمة، وأن العقوبات التي فرضتها على روسيا لم تنجح في تحقيق أهدافها.
أشار إلى أن العقوبات الأوروبية كانت مضللة ولم تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الروسي، موضحاً أن روسيا استطاعت التكيف مع الوضع عبر تغيير مسار تجارتها وتحويل علاقاتها شرقاً.