تسريب وثائق أمريكية سرية مرتبطة بلقاء ترامب وبوتين داخل فندق بألاسكا

أفادت تقارير إعلامية بوقوع حادث أمني مثير للقلق، تمثل في العثور على وثائق سرية تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية داخل طابعة عامة في أحد فنادق ولاية ألاسكا، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن معايير تأمين المعلومات الحساسة في المؤسسات الأمريكية.
وذكرت قناة CNBC عربية أن الأوراق تم اكتشافها داخل طابعة بفندق كابتن كوك في مدينة أنكوراج، والذي يبعد نحو 20 دقيقة بالسيارة عن قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون العسكرية، وهي القاعدة التي استضافت اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وبحسب المعلومات المتاحة، احتوت الوثائق على تفاصيل حساسة تتضمن الجدول الزمني للاجتماعات، وأرقام هواتف تخص موظفين حكوميين، بالإضافة إلى قائمة طعام الغداء ومعلومات تنظيمية أخرى ذات طابع أمني.
وأثار هذا التسريب غير المسبوق موجة من الانتقادات، وشكوكا حول كفاءة الإجراءات الأمنية في حماية الوثائق الرسمية، لا سيما تلك المرتبطة بفعاليات على مستوى عالٍ من الحساسية السياسية والدبلوماسية.
ورغم أهمية الحادث، لم تصدر وزارة الخارجية الأمريكية حتى الآن أي بيان رسمي توضح فيه ملابسات الحادث أو التدابير التي سيتم اتخاذها في أعقابه.




اجتماع مرتقب في واشنطن لمتابعة مخرجات قمة ألاسكا
بالتوازي مع هذه التطورات، يُرتقب انعقاد اجتماع رفيع المستوى في العاصمة الأمريكية واشنطن، يجمع الرئيس دونالد ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب شخصيات أوروبية بارزة مثل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ومن المتوقع كذلك مشاركة الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، وفقًا لما أوردته وسائل إعلام أمريكية.
ويهدف الاجتماع إلى مشاركة نتائج محادثات ترامب وبوتين التي جرت مؤخرًا في ألاسكا، ومناقشة ملفات حساسة من بينها القضايا الأمنية، الجوانب الإقليمية، الدعم المستمر لأوكرانيا، والعقوبات المفروضة على روسيا.
من جانبها، أكدت أورسولا فون دير لاين عبر منشور على منصة "إكس" أنها ستجتمع مع ترامب وزعماء أوروبيين آخرين في البيت الأبيض يوم الاثنين، بناء على طلب من الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
كما كشفت عن لقاء آخر مرتقب في بروكسل يوم الأحد، حيث ستستقبل زيلينسكي للمشاركة في اجتماع أوروبي مشترك يهدف إلى توحيد المواقف الأوروبية وتحديد خطوات المرحلة القادمة.
مخرجات قمة ألاسكا: توجه نحو تسوية دائمة للصراع في أوكرانيا
دام اللقاء بين ترامب وبوتين في ألاسكا ساعتين و45 دقيقة، خرج بعده الجانبان بإشارات واضحة حول الرغبة في التوصل إلى تسوية دائمة للأزمة الأوكرانية.
وأكد الزعيمان عزمهما على مواصلة الجهود السياسية لإنهاء الحرب، بما يشمل تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وهو ملف ناقشه ترامب لاحقًا مع زيلينسكي وقادة أوروبيين.
وقد تطرقت المفاوضات إلى تقديم ضمانات أمنية تشبه تلك التي يوفرها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بغطاء أمريكي مباشر، ما يشير إلى تحول استراتيجي في موقف واشنطن تجاه أمن أوكرانيا.
الخبير طارق البرديسي: قمة ألاسكا لحظة مفصلية في المشهد العالمي
وفي هذا السياق، وصف الخبير في العلاقات الدولية طارق البرديسي قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين بأنها "لحظة فارقة في المشهد الدولي"، موضحًا أنها جاءت في وقت بالغ الحساسية على الساحة الدولية.
وأضاف أن العالم يمر بمرحلة حرجة تتقاطع فيها الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية، من الحرب الأوكرانية إلى التهديدات النووية والصراعات الإقليمية، مؤكدًا أن هذه القمة قد تمثل بداية مسار جديد لإعادة ترتيب التوازنات الدولية.